Take a fresh look at your lifestyle.

سهام المسلماني الطائشة

 

في كلمة له يوم الأحد 2013/12/29م في مؤتمر صحفي لدار الإفتاء المصرية تطايرت سهام طائشة من المستشار الإعلامي للرئيس المؤقت عدلي منصور، ليؤكد من جديد أنه مثال صارخ لمن يبيعون أقلامهم وكلماتهم خدمةً للمشروع التغريبي للأمة الذي يريد أن يفصل الأمة عن تراثها وتاريخها التليد، بل وعن عقيدتها الإسلامية، لقد كان المسلماني من اللحظة الأولى للانقلاب هو بوق السلطة الجديدة الذي يتحدث باسمها، لدرجة جعلت الكثيرين في حيرة من أمرهم لا يدرون أيهم الرئيس؛ أهو عدلي منصور أم مستشاره الإعلامي، الذي كان له ظهورٌ يكاد يكون يوميا في وسائل الإعلام التي كانت تروج للانقلاب. لقد اختفى المسلماني لفترة ما عن المشهد الإعلامي، وها هو اليوم يعود بحلة جديدة يوجه فيها عدة سهام – رسائل “للعملاء” من وجهة نظره، فيصف من يحمل الدعوة للإسلام بأنهم “دعاة ومجاهدون من أجل الغرب”.

ونقول له إن المجاهدين من أجل الغرب ليسوا من يحملون مشروع الأمة الحقيقي الذي به تنهض؛ وهو مشروع الخلافة الإسلامية، بل إن المجاهدين من أجل الغرب هم من يصفون هذا المشروع بأنه “وهمي” حسب رأيه، وذلك رغم أن الكثيرين من قادة الغرب الذي انضبع به المسلماني يخالفونه الرأي ويرون مشروع الخلافة مشروعًا جدّيًّا يهدد الغرب وسلطانه في بلاد المسلمين، ونحن نحيله على كلمات بوش وبلير وبوتين ورامسفيلد وغيرهم الذين يتخوفون من هذا المشروع وتأثيره العالمي، إذ يشكل بحق التهديد الحقيقي لحضارة الغرب ومُثلِه الفاسدة، وآخر هؤلاء المتخوفين لافروف حينما حذر في خطابه أمام الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة يوم الجمعة 9/27، من أن «المجموعات المسلحة ليس لهم علاقة بالديمقراطية»، وذكر بشأن سوريا أن «المجموعات الجهادية التي تشكل الكثير من المتطرفين الآتين من حول العالم هم الأكثر قدرة من (فصائل) المعارضة السورية، والذين لا علاقة لهم بالديمقراطية ويريدون تدمير الدول العلمانية ويريدون تأسيس الخلافة».

يقول الأستاذ المسلماني في محاولة تضليل ساقطة لا تسعفه: “إن السهم أو الرسالة الثالثة تحمل عنوان “الخلافة من أجل السياسة”، موضحا أن هؤلاء الدعاة يبحثون عن إمارة محدودة قد لا تزيد على عدة كيلومترات، حتى يحكموها، فهم لا يسعون إلى وحدة وإنما يريدون تمزيق الوحدة وتفكيك الوطن وتفتيته تحت مسمى الخلافة”، نعم هي محاولة للتضليل ولا يمكن أن تسعفه لأن القاصي والداني يعرف أن الخلافة ليست إمارة محدودة على عدة كيلومترات بل هي رئاسة عامة للمسلمين جميعا في الأرض لتطبيق أحكام الإسلام في الداخل والخارج وحمله رسالة رحمة وهدى للعالمين، وهي كانت الدولة العظمى في العالم لقرون طويلة، وكانت تضم أغلب ما يسمى اليوم بالعالم الإسلامي، والذين يسعون لإعادتها مرة ثانية للوجود عينهم على العالم، فهم يسعون لإقامة دولة عالمية، لقد أدرك بوش ذلك منذ سنوات قد خلت، بينما المسلماني لا علم له أو هو من المتجاهلين لحقيقة الخلافة وعظمتها على مدار تاريخ البشرية، فقد صرحَ جورج بوش في خطابٍ له للأمة الأميركية في 2005/10/8م قائلا: “يعتقد المقاومون المسلحون أنهم باستيلائهم على بلد واحد سيقودون الشعوب الإسلامية ويمكنونَهُم من الإطاحة بكافة الحكومات المعتدلة في المنطقة، ومن ثم إقامة امبراطورية إسلامية متطرفة تمتد من إسبانيا إلى إندونيسيا”. فهل علمت يا أستاذ مسلماني، دولة تمتد من إسبانيا إلى إندونيسا، وليس على عدة كيلومترات؟ فكفاك تضليلاً.

وما نعرفه جيدا أن “الحمقى والعملاء” هم من يتغافلون عن حقائق التاريخ والجغرافيا، ويتمسكون بدول إقليمية أو في إطار العصبية الوطنية النتنة الذي روّج لها الغرب في بلادنا من خلال سياسته القذرة “فرق تسد”، وإذا أردت يا أستاذ مسلماني أن تنقذ حضارتنا كما تدعي، فلتكن حربًا على اتفاقية “سايكس بيكو” التي فرقت خير أمة أخرجت للناس إلى مزق تسمى دولا أو إمارات أو مشيخات، و”المتطرفون” الذين يجب أن تحاربهم هم أصحاب المشروع التغريبي لأمة القرآن، وليس من تصفهم بالتطرف والحمق والعمالة لمجرد أنهم يريدون إعزاز هذه الأمة في ظل دولة حقيقية تعيد للمسلمين أراضيهم المحتلة وثرواتهم المنهوبة وسلطانهم الضائع، الذين يريدون قطع يد التدخل الأجنبي في بلادنا وقطع ذيول الاستعمار الغربي الكافر في بلاد المسلمين.

أما الفساد الفكري في العالم الإسلامي الذي تتحدث عنه في رسالتك الرابعة، فالقضاء عليه لا يكون بحذو الغرب حذو القذة بالقذة والنعل بالنعل حتى لو دخلوا جحر ضب دخلناه وراءهم، فالنظام الجمهوري الذي أنت فيه مستشار إعلامي لرئيس الجمهورية، هو قمة الفساد الذي يجب أن يحارب، فللأمة الإسلامية نظامها السياسي الذي تضافرت النصوص على وجوبه ولفظ ما عداه من أنظمة الكفر، وعاشت في ظله الأمة الإسلامية قروناً طويلة؛ لا يمكن أن تمحوه عقودٌ من الظلم السياسي والاقتصادي والاجتماعي في ظل أنظمة الجور سواء الجمهوري منها أو الملكي. نعم للأمة نظامها السياسي وهو نظام الخلافة التي يراه سيادتكم “مجرد وهم”!.

وثالثة الأثافي!؛ تلك السهام التي قالها المستشار الإعلامي ونفاقه الظاهر في رسالته الأخيرة التي حيّا فيها الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، ومن أسماهم بـ”القابضين على الجمر” في مواجهة العملاء، فلو قال “القابضين على السلطة” لكان دقيقا في وصفه، وإنه لمن المستغرب أن يكون علماء السلطان الذين يزينون له الباطل ويحرفون الكلم عن مواضعه، ويضعون الأئمة والخطباء في المساجد تحت سيف رقابة أمن الدولة، أن يكون هؤلاء هم القابضين على الجمر إلا إذا أراد بالجمر هنا أموال السُّحت التي يتلقونها ليبيعوا آخرتهم بدنيا غيرهم.

كلمة أخيرة للأستاذ المسلماني، فلتراجع نفسك مرات ومرات، ولتطالع حركة التاريخ التي تؤكد أن دولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة، وأن الخلافة أصبحت مطلباً للأمة، وهي قادمة لا محالة وستزلزل عروش الطغاة جميعا، وبها سنخرج العباد من عبادة الديمقراطية الزائفة إلى عبادة رب العباد! ومن جور الرأسمالية البشعة إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة!

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شريف زايد
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

 

 

2013_12_31_Art_Siham_AlMaslamani_AR_OK (1).pdf