Take a fresh look at your lifestyle.

في بلاد المسلمين دويلات تخدم الكفار؛ من آل سعود إلى إيران والدولة المبدئية صمام الأمان

 

 

في بلاد المسلمين دويلات تخدم الكفار؛ من آل سعود إلى إيران
والدولة المبدئية صمام الأمان

 

إن دين الإسلام أنزله الله لمعالجة علاقة الإنسان بربه وبنفسه وبغيره فهو بذلك عالج مشكلات الإنسان كاملة، وذلك كونه مبدأ يتكون من عقيدة ونظام انبثق عنها، وقد تمثلت علاقة الإنسان بربه في العقائد والعبادات وعلاقته بغيره في المعاملات والعقوبات وعلاقته بنفسه في المطعومات والملبوسات والأخلاق، ولضمان هذه المعالجات وديمومتها لبني الإنسان فرض الله على عباده إقامة كيان تنفيذي يقوم بتطبيق المعالجات والمحافظة عليها من التبديل والتحريف ويحملها رسالة للعالم، هذا الكيان تمثل في الدولة المبدئية التي تلتزم المبدأ عقيدة وأنظمة، ودولة الإسلام التي أقامها نبينا محمد عليه الصلاة والسلام خير دليل على الدولة المبدئية، فقد طبقت مبدأ الإسلام في شؤونها الداخلية وحملته من خلال الدعوة والجهاد للعالم الخارجي وظلت على ذلك ثلاثة عشر قرناً من الزمان حتى بدأ التساهل والتقصير في التمسك بالإسلام كمبدأ يعالج مشاكل الإنسان، فضعفت الدولة ومن ثم هدمت على أيدي الكفار وعملائهم.

على إثر ما حدث لدولة الإسلام أقام الغرب الكافر أنظمة تابعة وعميلة له وليس لها أي علاقة بعقيدة الأمة ونُظُمها، هذه الأنظمة وجدت لضمان عدم عودة مبدأ الإسلام في ظل دولة مبدئية وكذلك كشيء من المكافأة لأولئك العملاء الذين تنكروا لأمتهم ومبدئهم وهم الأجدر في نظر أسيادهم للبقاء في تلك الكراسي، وما مملكة آل سعود وجمهورية إيران إلا أمثلة جلية للتبعية والخيانة…

فمملكة آل سعود التي أنشأتها بريطانيا – وعلى غرارها أنشأت كيان يهود على أرض فلسطين – ناصبت الأمة ومبدأها العداء، فقد ساهمت مع دول الكفر في الحرب والخروج ضد دولة الإسلام في العهد العثماني حتى هدمت، وقد كانت لا ترى مانعاً في التلبس بلبوس الإسلام في خياناتها تلك حتى استقر لها الأمر ثم حرمت الخروج على حكامها كونهم ولاة أمور، ويا لها من سذاجة وجدت لها مكاناً في عقول بعض المساكين! وها هي دولة آل سعود اليوم بتبعيتها لأمريكا تنفذ مخططاتها في اليمن في ما يسمى بعاصفة الحزم وإعادة الأمل وهذه الخيانة وجدت لها أتباعاً كما كانت سابقتها، ونجدها اليوم بعد عامها الخامس من عاصفتها قد زادت من نفوذ أمريكا عن طريق دعمها للحوثيين وإضعاف عملاء الإنجليز، كما لا يخفى على كل متابع موقف آل سعود تجاه قضية فلسطين، فقد صرح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لمجلة “ذا أتلانتيك” الأمريكية: “إن الشعب اليهودي له الحق في العيش بدولة قومية أو في جزء من موطن أجداده على الأقل، وإن كل شعب بأي مكان له الحق في العيش بسلام”، ولم يكن تصريح ابن سلمان هذا إلا نُطقاً بالحقيقة التي طالما بقيت خلف الستار، فحكام آل سعود لم يكونوا يوماً على عداوة مع أعداء الأمة، بل هم حرب على الأمة وقضاياها. ورغم تقلب حكامهم بين العمالة لبريطانيا تارة ولأمريكا تارة أخرى، إلا أنهم قد أجمعوا على خيانة الأمة وخدمة أعدائها وتنفيذ مخططاتهم ولو على حساب أرواح المسلمين وثرواتهم وتخريب ديارهم.

والمتابع للنظام في جمهورية إيران يجده لا يختلف عن حال مملكة آل سعود فهما في الحرب على الإسلام سواء، فإيران تسير مع أمريكا في جميع قضايا المنطقة، وهي دولة مركزية في السياسة الأمريكية في المنطقة، وتعتمد عليها أمريكا في العراق وسوريا واليمن وأفغانستان ولبنان وغيرها، والناظر في أعمال إيران بإنعام نظر يجد ذلك واضحاً، فقد صرح غير واحد من القيادات الإيرانية بأن تعاون إيران مع أمريكا هو الذي مكنها من احتلال أفغانستان والعراق، وإنه وإن بدت إيران بصورة المقاوم فمقاومتها لا تتعدى كونها شعارات جوفاء كاذبة؛ ففي لبنان أسست حزباً لها من أتباع مذهبها وسلحته فأصبح جيشا خاصا هناك منفصلا عن الجيش اللبناني، واعترف النظام اللبناني به وبسلاحه ولم يعترف بسلاح أي حزب سواه، مع العلم أن النظام اللبناني نظام علماني ينقسم في التبعية بين السياسة الأمريكية والفرنسية، وقام حزب إيران في لبنان بدعم النظام السوري المرتبط بأمريكا كما فعلت إيران، ولم تمنع أمريكا النظام اللبناني من السماح لحزب إيران بالتدخل في سوريا لإسناد نظام بشار أسد العلماني فيها فلم يعترضه الجيش اللبناني في مهمته هذه، كما أن إيران ومليشياتها لا تدخر جهداً لإعادة الشام لحاضنة عملاء أمريكا – المجرم بشار ومن قبله الهالك حافظ – في سوريا وبمشاركة ومساندة تركية وروسية وسعودية، وإن اختلفت الشعارات والأعمال في ظاهرها لكنها تصب في نفس الهدف الأمريكي، كما أن علاقة الحوثيين بإيران لا تحتاج إلى برهان فهي أشهر من نار على علم؛ فقد أمدَّت أمريكا الحوثيين عن طريق إيران بصنوف الأسلحة والعتاد والتدريب ليستطيعوا الهيمنة على اليمن بالقوة لأن أمريكا تدرك أن الوسط السياسي في غالبه هم صنائع الإنجليز.

إن المتتبع الواعي والمخلص لدينه وأمته يجد هذه الأنظمة قاتلت باسم قضايا الأمة وتسترت بستار الإسلام واتخذت من الشعارات البراقة ما استهوى قليلي الوعي كثيري المطمع، وإن الواقع يثبت أنها في خدمة الكفار فقد اتخذت جميعها شعار فلسطين ولكنها منذ نشأتها قاتلت في غير فلسطين!

إن الدولة المبدئية التي أخذت على عاتقها نشر مبدئها لا يجب أن يغيب عنها بحال أن بقاءها ببقاء مبدئها ودوامها بدوامه، ولذلك فهي دائما تضع الخطط والأساليب حتى تبقى سيدة الدنيا سواء في الجانب الاقتصادي أم العسكري بل وحتى العلمي فإنها لا تقبل أن تكون رقم اثنين في أي جانب حتى تُبقي الرهبة منها في صدور أعدائها الذين يتربصون بها الدوائر، بل اعتناقها وتطبيقها لمبدأ الإسلام يأبى إلا أن تكون في الصدارة والقيادة والريادة كما كانت دولة الخلافة بالأمس القريب.

إن دولة الإسلام لا تتبع في سياستها لأي دولة أخرى فهي تطبق الإسلام في واقع الحياة في كافة النواحي في الحكم والاقتصاد والتعليم والسياسة الداخلية والخارجية…، وإنه لمن حماقة التفكير أن يقتصر الإسلام تطبيقا أو دعوة على العبادات الفردية أو الأعمال الخيرية أو العقوبات رغم عظمتها ومشروعيتها إلا أنها تظل جزءاً من مبدأ الإسلام العظيم والاقتصار عليها يورث الانحطاط وتسلط الأنظمة العميلة على الأمة كما ويظل تقصيراً يستوجب العقوبة من الله لا يرفعها إلا الدعوة إلى الإسلام والعمل على تطبيقه كاملاً، ولا يتأتى ذلك إلا وفق منهج مستمد من عقيدة الأمة تستعيد به سلطانها فتقيم خلافتها راشدة ثانية على منهاج النبوة، حينها تنهض الأمة من جديد، وإن شباب حزب التحرير قد نذروا أنفسهم للعمل الجاد لإقامة هذه الدولة وهم يدعونكم ليل نهار للحاق بالركب.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
علي القاضي – ولاية اليمن

 

2020_04_21_Art_The_principle_state_is_the_safety_valve_AR_OK.pdf