Take a fresh look at your lifestyle.

اختراق الأمريكان للمقاومة الشعبية ينذر بحرب طويلة الأمد في اليمن!!!

 

لم يعد خافيا على من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، أن الحرب الدائرة في اليمن هي حرب سياسية مغلفة بالمذهبية والطائفية والقومية، وأنها صراع من أجل السلطة، وأن الصراع الدولي على اليمن يزداد يوما بعد يوم، وأن البعض ما زال يجهل من يدير هذا الصراع من الدول الاستعمارية الغربية وفي أي صف تقف هذه الدول. ولتوضيح ذلك نقول: إن أمريكا تقف في صف إيران والحوثيين والحراك الجنوبي، وإن بريطانيا تقف في صف دول الخليج والمقاومة الشعبية التابعة لهادي. وإن كان نفوذ أمريكا بدأ يدخل بالقوة ويزاحم نفوذ الإنجليز في دول الخليج وخاصة السعودية التي زاد نفوذ أمريكا فيها بعد وصول عميلها سلمان وإزاحة مقرن عميل الإنجليز ليحل مكانه محمد بن نايف فزاد نفوذها بقوة وبدأ نفوذ بريطانيا ينكمش شيئا فشيئا، فكان لذلك انعكاس سيئ على المقاومة الشعبية في اليمن. فبعد أن كادت المقاومة أن تحسم الصراع بعد رمضان لصالح الإنجليز وذلك بقلب المعادلة واستعادة الجنوب والتقدم في مأرب والاستعداد لدخول صنعاء وعدم التفاتهم إلى موافقة الحوثيين على القرار 2216 رغم محاولة أمريكا إجبارهم على ذلك إلا أن اختراق أمريكا للمقاومة عن طريق عملائها السعوديين الذين يطالبونها أن تمن عليهم بقطع يد إيران عن التدخل في اليمن ليمسكوا هم بملفها رغم رفض أمريكا لذلك بشدة ومماطلتهم ليحققوا لها المزيد من النفوذ في اليمن مما جعل الحسم العسكري الذي تصر عليه المقاومة يزداد صعوبة ولم يعد ميسورا بسبب اختراق أمريكا للمقاومه الشعبية، ومؤشرات ذلك كثيرة، منها:

 

1- الضربات الموجعة والمتكررة التي تتلقاها المقاومة الشعبية من قبل قوات التحالف بقيادة السعودية، كما حدث ذلك في العبر وفي قاعدة العند قبل سقوطها في يد المقاومة وفي مأرب وغيرها والتي يذهب فيها ضحايا كثير ثم يقال إنها بطريقة الخطأ.

 

2- توقف قوات التحالف بقيادة الإمارات على حدود الشمال وتركهم لتعز بوابة صنعاء وعدن تواجه مصيرها بنفسها لاستنزاف قوة الإسلاميين المواليين لهادي بسبب كره الإمارات الشديد لهم ودعمها لصالح ونجله.

 

3- استعادة الحوثيين وقوات صالح لبعض المناطق من يد المقاومة بطريقة تثير الدهشة والاستغراب وكأن هناك تنسيقاً بين بعض وحدات المقاومة مع الحوثيين وصالح، فقد استعادوا بعض المناطق في مأرب وكذلك مديرية دمت في لحج وهي من المناطق الجنوبية المحاذية لمحافظة إب الشمالية وسط اليمن.

 

4- تفجيرات عدن التي حدثت بدقة رغم أنها تحت سيطرة المقاومة بقيادة الإمارات.

 

5- اختلاف السعودية والإمارات على بعض التعيينات…

 

هذه الدلائل تشير بوضوح إلى أن المقاومة مخترقة من قبل أمريكا، وأن صراع الأجنحة يزداد، وهذا ينذر بأن الصراع الدولي على اليمن مستمر وأن الحرب مستمرة وطويلة الأمد، وأن المفاوضات ما هي إلا استراحة محارب؛ فاستعادة الحوثيين وصالح لمديرية دمت في لحج سيشجعهم على مواصلة الحرب للسيطرة على الجنوب أو بعض مديرياتها لرفع سقف المفاوضات والالتفاف على القرار 2216 والذي كانوا قد أبدوا الموافقة عليه لإنقاذ أنفسهم من تراجعهم في بعض الجبهات، وكعادتهم في المراوغة والمماطلة ليتنفسوا الصعداء من جديد ثم يضربوا المقاومة بيد من حديد.

 

إنه لمن المحزن أن تبقى أرض اليمن ساحة صراع لدول الكفر وعملائهم، وأن تسيل دماء أهل اليمن الزكية، أهل المدد وأحفاد أنصار الرسالة، من أجل أطماع الكفار المستعمرين!! إن ما يحدث في اليمن مشابه لما يحدث في غيرها من بلاد المسلمين لأن صانع المشاكل فيها كلها واحد، وهو عدوها الكافر المستعمر. إن المخرج لأهل اليمن وسائر المسلمين هو أن يثوروا ثورة إسلامية حقيقية واعية لهدم الأنظمة العميلة على رؤوس العملاء الخونة، وأن يلتفوا حول القيادة المخلصة الواعية المتبنية للمشروع المنبثق من عقيدة الأمة الإسلامية والمنقذ للبشرية كلها من ظلم الرأسمالية المتوحشة، ألا وهو مشروع الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة بقيادة حزب التحرير، فالعدل والخير والحل الجذري قطعا في الإسلام، ومن المستحيل أن يكون المخرج للمسلمين بيد الكفار وفي مقدمتهم الإنجليز والأمريكان، ومن يظن ذلك فهو يجري وراء وَهْمٍ وسراب لا يمكن أن يتحقق مطلقاً وإنْ روَّج له الإعلام… قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ [المائدة: 50]

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

شايف الشرادي – اليمن

2015_11_11_Art_Americans_break_popular_resistance_in_Yemen_AR_OK.pdf