Take a fresh look at your lifestyle.

المشكلة في المبدأ الرأسمالي.. وليس في الاستعداد!

 

المشكلة في المبدأ الرأسمالي.. وليس في الاستعداد!

 

 

 

الخبر:

 

أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اليوم الاثنين، تمديد الإغلاق العام حتى 11 أيار/مايو المقبل لمواجهة جائحة كورونا، مؤكداً أن الإجراءات الاحترازية أثبتت نجاعتها ويجب أن تستمر.

 

وأقر ماكرون بأن فرنسا لم تكن مستعدة بما فيه الكفاية للتعامل مع فيروس كورونا، مشيرا إلى أن المستشفيات تعاني ضغطا هائلا، ولم تتم السيطرة على الوباء حتى الآن.. العربية نت.

 

التعليق:

 

لم يكن أحد مستعداً للتعامل الصحيح مع فيروس كورونا، ليس فرنسا فحسب، بل يشمل هذا الحكم جميع الدول الرأسمالية في العالم، فالمشكلة ليست هنا، بل المشكلة في المبدأ الرأسمالي نفسه وعدم قدرته على حل مشكلات الناس حلاً صحيحاً، ولقد رأينا التخبّط في معالجات الدول الرأسمالية لجائحة فيروس كورونا.

 

رأى الجميع كيف كشفت هذه الجائحةُ الدولَ المعاصرةَ، والكبرى منها تحديداً، وعجزَها عن التصرف الصحيح، والسبب أن المبدأ الرأسمالي نابع من عقل الإنسان الناقص، العاجز عن وضع التنظيم الصحيح، وهو ليس مبدأً لجميع الناس، وإنما هو مبدأ للطبقة المتنفذة من الحكام والرأسماليين، مبدأ يسخر الناسَ كافّة لتحقيق مصالح تلك الطبقة، ويسنّ القوانين التي تحفظ لهم مكانتهم، ويضحكون على الناس بفكرة الحريات التي ما زادت الناس إلا وبالاً على وبال.

 

إن المبدأ الرأسمالي لا يمتلك النظرة الصحيحة للحياة، وهذه النظرة لا توجد إلا في الإسلام، حيث نظرت للمشكلة – أية مشكلة – على إنها إنسانية، أي مشكلة إنسان لديه حاجات عضوية وغرائز تحتاج إلى إشباع، بغض النظر عن أي اعتبار آخر، فوضعت المعالجات التي تتناسب مع هذه النظرة، وانبثقت هذه المعالجات من أساس يمزج المادة بالروح، فيجعل تنفيذها قُربةً إلى الله سبحانه وتعالى، يبتغي المنفّذ لها رضوانَ الله تعالى، ويخاف عذابه إن قصّر، فلا يمنُّ على الناس بتقديم العون لهم، ولا ينتظر منهم جزاء ولا شكوراً.

المبدأ الإسلامي المنزّلُ من عند الله تعالى، وهبنا نمطاً متميّزاً للعيش، نمطاً مختلفاً عن أنماط العيش في الأنظمة الأخرى، هذا النمط يشمل أنظمة الحياة جميعها، فيصوغها صياغة محدّدة، هذه الصياغة تمكّن من توقّع الكوارث قبل وقوعها، وتحتاط لها قبل حلولها، وتعالجها إذا حَلّت، ناظرةً إلى الناس في الحكم والقضاء والإدارة ورعاية الشؤون نظرة واحدة دون تفريق بينهم، لا من جهة الدين، ولا من جهة الجنس، ولا العرق، ولا العمر، وبغض النظر عن الاعتبارات الاقتصادية أو السياسية أو غيرها.

 

لعل هذا البلاء العام يكون فرصة للمسلمين لأن يراجعوا أنفسهم، ويدركوا وظيفتهم في الحياة، وأن هذه الوظيفة لا تتحقق إلا بالعيش في حكم الإسلام في دولة خلافة على منهاج النبوة، ليحملوا معها الإسلام إلى الناس كافّة، ليخرجوهم من ظلمات المبدأ الرأسمالي إلى نور مبدأ الإسلام، ومن شقاء الأنظمة البشرية إلى سعادة نظام الإسلام، وحينها يرى الناس المعالجات الصحيحة لأية مشكلة مهما كانت.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

خليفة محمد – ولاية الأردن

 

#كورونا                   |         #Covid19           |         #Korona

2020_04_15_TLK_3_OK.pdf