أولاد الشوارع في بلاد المسلمين الأخت أم أبي بكر- السودان ج1
منذ أن حكم العالم المبدأ الرأسمالي، متمثلا في أمريكا ودول الغرب، وبلاد المسلمين أيضا، صارت المجتمعات الإنسانية تفتقر إلي الرحمة وأصبحت غابة، فيها “البقاء للأقوي” فتجد الفئات الضعيفة التى لا تستطيع الدفاع عن نفسها في ظل هذه الظروف القاسية من ضنك معيشة وفساد الأنظمة: منها النظام الإجتماعي والإقتصادي والسياسي والتعليمي،تجدها تعاني أبشع المعاناة وحقوقها مهضومة، مستغلة ومذلولة من قبل الفئات الاخرى في المجتمع. والأطفال هم أضعف الفئات في أى مجتمع،ونتجت عن قساوة الرأسمالية، ظاهرة فظيعة ألا وهي ظاهرة أولاد الشوارع.
لفظ أولاد الشوارع يطلق على الأولاد الذين يقضون يومهم كله في الشارع وينامون ليلا فى الشارع ولا يكون لهم مأؤي غير الشارع. يحاولون كسب عيشهم من أعمال بسيطة كمسح زجاج السيارات، أوبيع بعض السلع، وبعضهم يشحذون من كل من يمرعليهم، ماشيا كان أم راكبا.
هل تعرف أنه :
كشفت دراسة حديثة حول أطفال الشوارع أن حجم الظاهرة في السعودية يصل إلى نحو83 ألف طفل، أما في عمان والبحرين فيقدرعدد أطفال الشوارع بـ12 ألفا لكل منهما، فيما يصل عددهم في الإمارات إلى 4 آلاف. وهناك حوالي 30،000 طفل من أطفال الشوارع باليمن،ستون بالمائة منهم يعملون وينامون في الشوارع وعادة ما يكونون بعيدين عن أسرهم،ووفقا لدراسة جديدة، نجد أن الأربعين بالمائة المتبقية يعملون في الشوارع ويأوون ليلا إلى نوع من أنواع المساكن المؤقتة.والأسوأ، تفاقمت أزمة الأطفال المشردين في شوارع القاهرة مع ارتفاع عددهم، إذ تشير إحصاءات غير رسمية إلى وجود أكثر من مليون ونصف مليون طفل في الشوارع تتراوح أعمارهم بين 10 و15 عاما. وتعتبر الجهود التي تبذلها جمعيات حكومية وأهلية لاحتواء هؤلاء الأطفال دون المستوى المطلوب لحجم المصيبة.
ومن أهم العوامل التي ساعدت في نشوء هذه الظاهرة
1– الفقروالحاجة وارتفاع عدد الاسرة
2- تدني ثقافة الأسرة وتفكّكها: فهم ضحايا التفكك الأسري , فلا يقوم الأب أو الأم بدورهما الأساسي في التنشئة الاجتماعية أو رعاية الأبناء. وفى بعض الاحيان يواجه الطفل الاهمال ,القهر والعنف فى المنزل
3- البطالة التي يشهدها المجتمع بين الكبار نتيجة لفساد النظام الاقتصادي
4- ومن جهته, يؤكد مسئول أن المسئول الأول عن أطفال الشوارع هو الأسرة, سواء التي لفظت طفلها وألقت به في العراء إما للبحث عن قوت يومه أو للانفاق علي اسرته الفقيرة والمعدمة, فالاسرة هي التي دفعت الطفل خارج المسكن وجعلت الشارع مأوي له ويمكن أن نقول إن85% من هؤلاء الاطفال هربوا من أسرهم من شدة القسوة والعنف وضيق الحالة المادية والتربية الخاطئة واصدقاء السوء, و12% منهم خرجوا الي الشارع بدافع من أسرهم بحثا عن الرزق و3% تائهون من أسرهم ووقعوا تحت براثن المجرمين المحترفين للتسول بهم واستخدامهم كسلاح ووسيلة للكسب,أما عن الجرائم التي يرتكبها هؤلاء الاطفال في الشارع فتبدأ بالتسول وبيع المناديل ومسح زجاج السيارات بالاشارات ثم يندمج البعض في ادمان الكلة والتينر والبنزين والتدخين وعندما يبدأون في البلوغ يمارسون الفواحش فيما بينهم, فالكبير يعتدي علي الصغير الذي لم يبلغ بعد بالاكراه, ليشب الصغير وبداخله الرغبة الشديدة في الانتقام ويحاول الاعتداء علي الاصغر منه وهكذا تصبح دائرة تدور حول كل من ينضم اليها.
5- وجود الحروب او الصراعات والعصابات التي تقطع اوصال الأطفال عمدا لتتسول بهم.
مخاطر التشرد على الأطفال:
1- انقطاعهم عن التعليم: في تقريرأصدرته منظمة الأمم المتحدة للطفولة(اليونسيف) يقدر عدد الأطفال في العالم (12) مليون طفل, (5,7) ملايين طفل في الوطن العربي لم يسبق لهم الالتحاق بالمدرسة الابتدائية! وتقف المدارس موقفاً سلبياً من هذه الظاهرة، ولا أدلّ من ذلك من وقوف الكثير من الأطفال الباعة أمام المدارس بكل هدوء مما يؤثر سلباً على الأطفال ويشجعهم على السير على شاكلتهم!!
2- الجنوح للجريمة: في دراسة للدكتور عدنان الدوري 1985م , أشار إلى أن غالبية الدراسات العلمية أشارت إلى أن معظم المجرمين دخلوا عالم الجريمة السفلي من باب الجناح المبكر, وأن معظم الجنايات الخطيرة يرتكبها اليوم أشخاص تقل أعمارهم عن الثامنة عشرة في المجتمعات الكبيرة. وقد كشفت دراسة حديثة لوزارة الداخلية أن جرائم السرقة المرتكبة من قبل الأحداث الجانحين الموجودين في السجون قد احتلت المرتبة الأولى بنسبة %29، وأكد تقرير أمني أن الأطفال الجانحين في اليمن أكثر ميلاً لسرقة المنازل والمحلات التجارية من ارتكاب الجرائم الأخرى، مشيراً إلى أن جرائم السرقة التي ضبطتها السلطات وثبت تورط أطفال في ارتكابها مثلث 146 جريمة سرقة من بين 980 قضية مختلفة رصدت العام 2006م ضد أطفال لا تتجاوز أعمارهم الـ 18 سنة ويعدد التقرير الجرائم التي كثيراً ما يرتكبها الأطفال بين جرائم نشل بـ 27 حالة و15سرقة سيارات و27 حالة نشل و9 قضايا إتلاف ملكية شخصية وتتوزع بقية النسبة في أنواع أخرى من الجرائم.
3- المخاطر الصحية: يتعرض هؤلاء الأطفال لمخاطر الطرق والمواصلات كالإرهاق الجسماني المستمر, كما أن فئة منهم تعمل بجمع القمامة مما يعرّضهم للأمراض من جرّاء أكل الأطعمة الملوثة الفاسدة, وقدّرت اليونسيف70% يعملون في الزراعة؛ مما يعرضهم للمواد والمعدات الخطرة.
4- الاستغلال الجنسي: وفقا لتقرير(اليونسيف (هناك (4,8) مليون طفل يُستغلون في أعمال البغاء وإنتاج المواد الإباحية, (2,1) مليون يُستغلون في أعمال التهريب….1.2 مليون كانوا ضحايا الاتجار وتقدر منظمة الصحة العالمية أن ١٥٠ مليون فتاة و ٧٣ مليون صبي تحت سن الثامنة عشرة عانوا من علاقة جنسية قسرية أو أي شكل آخر من أشكال العنف الجنسي أثناء عام ٢٠٠٢ ونتيجة لاحتكاكهم الدائم برفقاء السوء, وأرباب العصابات مع غياب الرقيب العائلي, أصبحوا فريسة سهلة للانحراف الأخلاقي ففي المملكة عدد الأطفال اللقطاء المكتشفين عام2002 هو (278) طفل ( بحسب الشرق الأوسط عدد 17 كانون الثاني (2004)..
5- التسوّل: بسبب انقطاع فرص العمل عنهم فيضطرون للتسول لتأمين لقمة العيش, وجاء في تقرير لجريدة الرياض (عدد شباط6- 2005): إنها قامت بجولة في موسم الحج على الأطفال المتسولين, فوجدت أن دخلهم يتراوح بين (1000-2000) يومياُ؟!هذا في مكة, أما في جدة كما نقلت الشرق الأوسط( عدد19أيلول 2005) فإن مركز إيواء الأطفال المتسولين التابع لجمعية البر رحّل (1933) طفل متسول وأعاد(1188) إلى أسرهم منذ إنشائه!!
6- حرمانهم من الضمان الاجتماعي, والتأمين الصحي.
7- ارتفاع نسبة الوفيات: أشار تقرير منظمة اليونسيف إلى ارتفاع نسبة الوفيات بين الأطفال في العالم العربي حيث يسجل (225) حالة وفاة لكل ألف ولادة, وهي خامس أعلى نسبة وفيات في العالم (نقلاًَ عن المركز التقدمي لدراسات المرأة).
8- تقدر منظمة الصحة العالمية، من خلال استخدام بيانات محدودة على مستوى البلد، أن ٠٠٠ ٥٣ طفل قد توفي على مستوى العالم في عام ٢٠٠٢ نتيجة للقتل
9- العمل القسرى: وتشير تقديرات حديثة لمنظمة العمل الدولية أن ٢١٨ مليون طفل، في عام ٢٠٠٤( قد دخلوا مجال عمل الأطفال، منهم ١٢٦ مليون طفل في الأعمال الخطرة وتشير تقديرات من عام ٢٠٠٠ أن ٥,٧ مليون طفل كانوا يعملون في عمل قسري
10- ومن جانب آخر، على امتداد العقدين الماضيين أُجبر نحو 4.5 مليون طفل على حمل السلاح في أكثر من 30 دولة، بينها إيران والعراق والسودان. وخلال عقد التسعينيات فقط لقي مليونا طفل مصرعهم في ساحات الحرب، وتيتم مليون طفل آخر، ولحقت إصابات بالغة وإعاقات جسدية بعشرة ملايين، ويعاني ستة ملايين آخرين من أمراض نفسية حادة، كما أنّ أعدادا لا تحصى من الأطفال، خاصة الفتيات، كانت أهدافا لجرائم الاغتصاب والعنف الجنسي.
“بيزنس” تسريح الأطفال يبدأ بالتسول مرورا بتجارة المخدرات حتي الأعمال المنافية للآداب
المشهد الأول.. نهار خارجي:
الأطفال من مختلف المراحل العمرية ينتشرون في أماكن الزحام محطات القطارات.. الأتوبيسات.. شوارع وسط البلد.. بعضهم يخدعك بأنه بائع مناديل.. والبعض الآخر يمد يديه تسولا بما تجود به من مال.. وفئة ثالثة تترقب المارة والجلوس لتتحين فرصة سرقة أو نشل.
المشهد الثاني.. ليل داخلي:
يجلس زعيم العصابة منتظرا أطفاله الذين قام بتسريحهم ويتقاسم معهم حصيلة ما جمعوه طوال اليوم.
ما بين هذين المشهدين سيناريو بعنوان: بيزنس تسريح الأطفال.
فمن نكد الظروف علي أطفال الشوارع أنهم صاروا يستخدمون كسلعة وبيزنس كبير من قبل زعماء العصابات, فلم يكن التوربيني، وهو مجرم خطير مشهور في مصر، وشركاؤه في الجريمة الأخيرة هم وحدهم أصحاب مشروع استثمار أطفال الشوارع بطرق غير مشروعة.. فسجلات الأحداث ومشاهد الليل تكشف عن أن هناك عصابات قائمة علي استخدام هؤلاء الأطفال وفق منهج إجرامي, وثقافة نشل وعقود مبرمة ضمنيا وربما تتضمن شروطا جزائية يتحملها في النهاية هؤلاء الأطفال.
•· كما اكتشفنا ظاهرة خطيرة وهي وجود أمهات صغيرات من بين الفتيات المترددات علي المركز فئاتهن العمرية تتراوح ما بين13 و15 سنة وقد تعرضن للاغتصاب في الشارع علي أيدي الصبية الكبار أو استغلالهن اقتصاديا من قادة عصابات الشوارع في أعمال الدعارة. ومشكلات الأمهات الصغيرات بالذات خطيرة لأن الأم تعيش في الشارع وهي حامل ودون رعاية وتنجب طفلا مشوها أو ضعيفا, فقد وجدنا حالات أنجبت علي الرصيف وتحت شجرة وفي تاكسي, وعندما تلد تجهل كيفية رعاية طفلها ولا تستطيع بسبب ظروفها رعايته, وبالتالي فهو يموت أو تتركه علي باب جامع, وفي دراسة أجريناها بالتعاون مع الجامعة الأمريكية وجدنا أن تزايد حالات الحمل السريع سنويا لهؤلاء البنات تعطي مؤشرا بأنهن أحد المصادر الرئيسية للأطفال اللقطاء في المجتمع.
•· الخطير في الأمر أن هناك شريحة جديدة من أطفال الشوارع باتت تظهر في الأفق وهي شريحة الأطفال الصغار الذين تبلغ أعمارهم نحو5 سنوات. الأمر المؤكد أن هؤلاء الأطفال لم يهربوا من أسرهم لكنهم طردوا منها, وتلك هي الكارثة التي تستحق أن نقف أمامها ومعاقبة كل من يرتكبها بأشد ألوان العقاب فهي جريمة لا تقل عن جريمة التوربيني قاتل ومغتصب الأطفال لأنها تأتي من ذوي القربي, وذوي القربي جريمتهم أشد فظاعة وأكثر ألما.
ما يزيد الطين بلة:
حركات التنصير الطفيلية التي تقتات على هذه الظروف الصعبة وتغري الأطفال بترك دينهم مقابل الفلوس.
يتخذ العنف ضد الأطفال مجموعة من الأشكال ويتأثر بمجموعة واسعة من العوامل، من الصفات الشخصية المميزة للضحية والفاعلين، إلى بيئتهم الثقافية والفعلية . ومع ذلك، لا يزال كثير من أنواع العنف الموجه ضد الأطفال خفيا لعدة أسباب . أحد هذه الأسباب هو الخوف: إذ يخشى الكثير من الأطفال الإبلاغ عن حالات العنف الموجه ضدهم . وفي كثير من الحالات ، يبقى الآباء، الذين ينبغي أن يحموا أطفالهم، صامتين إذا ارتكب العنف زوج أو أي أحد آخر من أفراد الأسرة، أو فرد آخر أكثر قوة من المجتمع مثل أي صاحب عمل أو ضابط شرطة أو زعيم طائفة . ويتعلق الخوف على نحو وثيق بوصمة العار التي كثيرا ما تلحق بالإبلاغ عن العنف لا سيما في الأماكن التي يأتي فيها “شرف“ الأسرة قبل سلامة الأطفال ورفاهيتهم. ويمكن أن يؤدي الاغتصاب أو أي شكل من أشكال العنف الجنسي الأخرى، على نحو خاص، إلى نبذ من المجتمع وزيادة العنف أو الموت.
ويعد قبول العنف على مستوى المجتمع أيضا عاملا مهما : فقد يقبل الأطفال ومرتكبو العنف على السواء بالعنف البدني والجنسي والنفسي على أنه حتمي وعادي . وينظر إلى التأديب عبر المعاقبة البدنية والمهينة والترهيب والتحرش الجنسي غالبا على أنها مسائل عادية، خاصة عندما لا ينتج عن أي منها ضرر بدني “واضح“ أو دائم. ويعكس ذلك، عدم وجود خطر قانوني واضح للعقوبة البدنية، وهذا من تداعيات المجتمع الرأسمالي الهمجي،الذي يعلم الناس القسوة والفردية في المجتمع.
والعنف غير منظور أيضا لأنه لا توجد طرق آمنة أو موثوقة للأطفال أو الكبار للإبلاغ عنه. ففي بعض أنحاء العالم، لا يثق الناس في الشرطة أو الخدمات الاجتماعية أو غيرهم ممن هم في السلطة؛ وفي أماكن أخرى، لا سيما المناطق الريفية، لا توجد سلطة يمكن الوصول إليها يمكن أن يبلغها المرء بما حدث. وحيث تجمع البيانات، لا تكون دائما مسجلة بطريقة كاملة أو منسقة أو شفافة.
الحلول المطروحة:
– التعليم الإلزامي: ففي تقرير صادر عن صندوق الأمم المتحدة ( اليونسيف) أن نسبة الانتظام الصافي في المدارس الابتدائية للذكور والإناث في السعودية 56% خلال الفترة من 1992م-2002(نقلاً عن أمان)
2-عمل بحوث اجتماعية في الأماكن الحرفية ,والمصانع والورش.
3- تأهيل أطفال من سن (10-15) ورعايتهم صحياً ونفسياً, وتدريبهم على بعض الحرف التي تتناسب مع أعمارهم, وتكوينهم الجسمي والنفسي.
4- توعية الأسر التي تدفع أبناءها إلى العمالة بخطورة المشكلة.
5- افتتاح مركز لإيواء الأطفال المشردين, أسوة باليمن التي قامت بافتتاح مركز مماثل في منطقة حرض الحدودية مع السعودية.
6- وضع المشاريع الجادّة للقضاء على هذه الظاهرة, مع الوضع بعين الاعتبار العائد المادي للقضاء عليها!! كما جاء في دراسة قامت بها منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة “إن المنافع الاقتصادية التي تعود بها عملية مكافحة تشغيل الأطفال على مستوى العالم تتجاوز تكاليفها بمعدل(6,6- 1) فمثلاً في شمال إفريقية والشرق الأوسط ستكون الفوائد هي الأكبر مقابل التكاليف (8.4- 1)
فى مصر
تقول وفاء المستكاوي ـ مدير عام إدارة الدفاع الاجتماعي بوزارة التضامن الاجتماعي نتعامل مع ظاهرة أطفال الشوارع من خلال فلسفة الدفاع الاجتماعي التي تقوم علي فكرة وجوب تحويل المنحرف إلي إنسان سوي متكيف مع المجتمع الذي يعيش فيه بحيث يكون عنصرا مثمرا ومنتجا فيه, ومهمة الدفاع الاجتماعي ليست مقصورة علي علاج المنحرف ليكون عضوا سويا فقط بل تمتد هذه المهمة إلي وقاية المعرضين للانحراف والعمل بمختلف الوسائل والتدابير علي انتشالهم من الهوة التي قد يتردون فيها إذا لم يتم رعايتهم في الوقت المناسب ولذلك فإن أسس مكافحة الانحراف التي نتبعها تقوم علي التركيز علي الفرد والعناية بشخصيته والتعرف علي أسبابه ودوافعه للانحراف مع العمل علي علاجه.
وتتولي الإدارة رعاية الأطفال المعرضين للخطر وضحايا الانحراف والمتسولين غير أصحاء البنية ورعاية المحكوم عليهم والمفرج عنهم وأسرهم مع العمل علي الوقاية من سوء استخدام العقاقير والمواد المخدرة ويحكم عمل الإدارة في هذا المجال نظرة اجتماعية للطفل المنحرف أو المعرض للانحراف والخطر لظروف ومتغيرات أحاطت به أو كونه ضحية لمجموعة من العوامل الاجتماعية أو الشخصية أو بيئية لها أبعاد نفسية واجتماعية ونظرتنا لهم كضحايا تتطلب معاملتهم معاملة خاصة في التشريعات الخاصة بهم وفي التدابير التي يعاملون بها ولقد تضمن قانون الطفل رقم12 لسنة96 كل ما يتعلق بأمور هؤلاء الأطفال ورعايتهم كما رفض القانون من خلال المؤسسات الاجتماعية المتخصصة في التعامل معهم.
وكثير من هذا العمل يصل لقليل من الناس فقط.
هذا غير البلاد التي لا نملك عنها معلومات أو إحصائيات مثل السودان وبلاد إفريقية أخرى.
المريع فى هذا الموضوع هو:
•1.العدد الهائل (الخرافى) لقصص التعذيب ,الاغتصاب و القتل الموثقة فى الاعلام بدون التاثير على الواقع الفاسد الذى نعيش فيه،ويعتم الإعلام على هذه القصص، اللهم إلا في بعض المسلسلات.
•2. اللامبالة وطريقة تفكير اغلب الناس “هذه لست مشكلتى….هذه مشكلة شخص اخر”
3. عدم الرجوع إلى الشرع والعقيدة الإسلامية لحل المشكلة.
الخاتمة:
وأما أطفال المسلمين فلا بواكي لهم
الأطفال في ظل الخليفة والدولة الإسلامية:
لقد وصلت امتنا الاسلامية إلى درجات من احترام الانسان بل والحيوان. نادراً ما تصل اليها امة : فالطفل له مصاريف خاصة، والمريض يعالج في البيمارستان ويعطى الطعام والكساء ويعطى كل يوم ديناراً ذهبياً له قيمته في تلكم الايام، ووصل الاهتمام بصحة الطفل إلى ان تقوم حكومة نور الدين زنكي باجراء اوقاف توزع الحليب من ميزاب كبير بعد ان يحلى بالعسل، ومن لم يستطع المجيء إلى هذا الميزاب في دمشق وغيرها فان هناك اوقافاً تسمى (زبادي خانة) أي اوقاف اللبن الزبادي توزع على الفقراء والاطفال خاصة، بل حتى الحيوانات كان لها جرايات واوقاف.
ولما غاب الراعي بغياب دولة الخلافة صار الغرب الكافر يتاجر بأطفال المسلمين في مجالات عدة مثل الدعارة والتسول والعبيد والخدم والبيع والعمل وغيرها على أعين حكامنا وهم لنا ناظرون . وبات اطفال المسلمون لا بواكي لهم.
فأنشأ الغرب الكافر منظمات ظاهرها الرحمة وباطنها عذاب أليم تتاجر بأطفالنا الذين تشردوا بسبب الحروب والكوارث فيباعوا كما تباع السلع. وسأضرب مثالا عن بيع الاطفال من قبل عصابات منتشرة في بلاد المسلمين وخاصة دول الخليج, هذه العصابات تقوم بشراء الاطفال من دول افريقيا خاصة ويتم بيعهم الى دول الخليج وكافة الدول العربية للتسول على عين حكامنا ومرأى منهم .
وكشفت منظمة الهجرة العالمية ، أن آلاف الأطفال الإثيوبيين يتم بيعهم من قبل ذويهم مقابل دولار وربع أو دولارين ونصف على الأكثر للطفل الواحد. وعرض التليفزيون السويدي فتاة عراقية اسمها (زهراء) ذات الاربع الاعوام تباع في وسط بغداد بمبلغ 500 دولار، وهو المبلغ الذي لا يساوي قيمة الزهور التي يضعها الرئيس العراقي جلال الطلباني او رئيس وزرائه نوري المالكي في واحد من مؤتمراتهم الصحفيه, حسب قول الموقع.
هذه بعض القصص والحوادث التي يتعرض اليها اطفال المسلمين من قتل وتنصير سواء في بلاد الغرب كفرنسا وفي بلاد المسلمين قاطبة, حال يندى له الجبين والسبب غياب دولة الخلافة الاسلامية التي بغيابها اصبح الطفل المسلم ارخص من باقة ورود.
قال الله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران:110].
ويقول رسول الله، صلى الله عليه وسلم : “من رأى منكم منكرًا فليُغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان”.
وفي الحديث: “مَن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، ومَن لم يصبح ناصحًا لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم فليس منهم”، “وأيما أهل عَرْصَة بات فيهم امرؤ جائع فقد برئت منهم ذمة الله وذمة رسوله”.
وقد ذمَّ القرآن الأقوام الذين أطاعوا الجبابرة الطغاة وساروا في ركابهم كقوله عن قوم نوح: {وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا} [نوح:21].
بل جعل القرآن مُجرَّد الركون والميل النفسي إلى الظالمين موجبًا لعذاب الله: {وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ} [هود:113].
ويُحمِّل الإسلام كل مسلم مسئولية سياسية: أن يعيش في دولة يقودها إمام مسلم يحكم بكتاب الله، ويبايعه الناس على ذلك، وإلا التحق بأهل الجاهلية، ففي الحديث الصحيح: “من مات وليس في عنقه بيعة لإمام مات ميتة جاهلية”.
فماذا ينتظر المسلمين أكثر من القسوة التي يعاني منها فلذات الأكباد وهم من يفرح الله سبحانه وتعالى لفرحهم،متي يعملون لإعادة الخليفة والذي يحكم بالإسلام ويطبقه وينقذ به المستضعفين في الأرض؟
قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا * إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا * فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا} [النساء:97-99].
فحسبنا الله ونعم الوكيل
أم أبوبكر – ولاية السودان