Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق أطفال المسلمين اللاجئين في الغرب (مترجم)


الخبر:

كان الأخ من السودان. جلسنا في مقهى يرتاده كثير من المسلمين شمال لندن. كان لاجئا فر من السودان إلى المملكة المتحدة ولكنه يواجه العديد من التحديات كما مسلمو الغرب جميعا في الوقت الحالي. وقد دار نقاشنا حول قضية تربية أطفال المسلمين في الغرب، ومحاولة بناء وتكوين هويتهم الإسلامية وتنشئتهم على عبادة الله تعالى في مجتمعات تدفع الأطفال بقوة لمعارضة أحكام الدين؛ وخاصة الإسلام.


التعليق:

إن التأثيرات في المجتمع التي تعمل على جعل ميول أطفال المسلمين غربية تحيط بنا من كل جانب. فهي على شاشة التلفاز، وفي المدرسة، بل حتى أثناء المشي في الطريق. فقبل بضعة أشهر جلست مع صديق لي وابنه حيث أخبره ابنه عن صبي في صفه في المدرسة لديه أبوان ذكران، لا أب وأم. ويضاف إلى ذلك حقيقة كون الشباب الذين يُقبلون أكثر على دينهم يوصفون اليوم وبسهولة بأنهم “متطرفون” ويصوَّرون على أنهم في طريقهم إلى تهديد حياة الآخرين كونهم سيصبحون أشخاصاً مفخخين يسعون لإيذاء الآخرين في المجتمع. ولذلك، فإن غرف الصلاة في بعض الكليات والجامعات يتم إغلاقها أو قد توضع تحت رقابة وتدقيق مكثف في الآونة الأخيرة، ما يحرم شبابنا حتى من مكان صالح للصلاة فيه أثناء يومهم! هذه الضغوط كلها تعني تعرض المزيد والمزيد من الناس (وبخاصة الشباب) لخطر فقدان هويتهم الإسلامية وحرية ممارستهم لشعائر دينهم.

وبالعودة إلى أخي السوداني، فقد تحدثنا عن المصاعب التي أجبرت أشخاصا مثله على الفرار من السودان إلى الغرب بحثا عن حياة أفضل. إنها جريمة ترتكبها تلك الأنظمة في بلاد المسلمين إذ تفرق بيننا وتجعل من ثلة مقربة من الأغنياء متخمين بثرائهم فيما تعاني الغالبية العظمى من الناس من الفقر. وإن هذه الأنظمة ذاتها تجعل من حياة الكثيرين بائسة كونها تطبق أنظمة اقتصادية واجتماعية وسياسية فرضها الغرب المستعمر بدلا من تطبيقها الإسلام العادل في ظل الخلافة الإسلامية الراشدة على منهاج النبوة. إن اللاجئين الجدد في الغرب يواجهون اليوم قضايا كثيرة متنوعة مستجدة تتعلق بالتكيف مع الحياة في الغرب. ومع ذلك، فإن أحد التحديات الأساسية التي يواجهونها متعلقة بتربية أطفالهم في الغرب حيث تعتمد الحكومات هناك الآن سياسات محددة (كمثل سياسة “الوقاية” في المملكة المتحدة) والتي تسعى بنشاط دؤوب إلى علمنة المسلمين وإجبارهم على الأخذ بالقيم غير الإسلامية. إن هذه السياسات تَستخدم ذريعة مكافحة “التطرف والراديكالية” وذلك لأن الحجة الأساسية التي تُبنى عليها هذه السياسات قائمة على كونك “كلما كنت أكثر التزاما بالإسلام، كنت أكثر تهديدا”؛ وبالتالي نجد هذه السياسات تركز على الشباب وهم في طريقهم لتكوين هويتهم الإسلامية وممارستهم لشعائرهم الدينية. أعاننا الله على أن نحتضن ونمارس ونعزز اتباع الإسلام كما أُنزل على النبي الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، وأن نكون سدا منيعا أمام ما تسعى الحكومات الغربية فرضه علينا وعلى أطفالنا.

 



كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
تاجي مصطفى
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا