Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق الحوثيون في ورطة جديدة

 

الخبر:

تمكن رأس النظام الحاكم في اليمن عبد ربه منصور هادي ليلة السبت 2015/02/21م من مغادرة مكان إقامته الجبرية في منزله الواقع بشارع الستين في العاصمة صنعاء، المحاصر من قبل الحوثيين منذ 2015/01/22م، ووصل إلى مدينة عدن صباح السبت 2015/02/21م.

 

 

التعليق:

جمال بن عمر المدبر الحقيقي لإيصال الحوثيين إلى صنعاء ونازع صفة الانقلاب عنهم بإشرافه على توقيع اتفاق السلم والشراكة يوم دخولهم صنعاء بقوة السلاح في 2014/09/21م، في صنعاء بين الحوثيين وأحزاب اللقاء المشترك والمؤتمر وحلفائه “الراضي بوضع هادي تحت الإقامة الجبرية”، كان آخر زواره قبل تمكن هادي من المغادرة إلى عدن، مما جعل وكالة رويترز تتهم بعثة الأمم المتحدة بصنعاء بتدبير مغادرته مكان إقامته الجبرية، لتخفي إلى حين الفاعلين الحقيقيين، وهو ما نفاه جمال بن عمر.

يأتي هذا الحدث ليشكل صدمة عنيفة لجماعة الحوثي التي لا تزال تعترضها الأحداث السياسية بحيث لا تتخطى ورطة حتى تقع في أخرى. فقد شكلت مفاجأة خروج هادي من مقر إقامته الجبرية ورطة جديدة تعيقها في المضي قدماً في السيطرة على مقاليد الحكم في البلاد بعد أن كانت أعربت منذ دخولها صنعاء في 2014/09/21م عن زهدها في الحكم، وأنها إنما جاءت لإسقاط حكومة باسندوه والجرعة التي فرضتها على الناس في اليمن برفع الدعم عن المشتقات النفطية.
لقد أربكت مغادرة هادي صنعاء إلى عدن الحوار الذي كانت تمليه الجماعة في فندق موفنبيك بصنعاء على أحزاب اللقاء المشترك وحليفها غير العلني حزب المؤتمر الشعبي العام برعاية المبعوث الأممي جمال بن عمر ليمكنها من إتمام الاستيلاء على الحكم في اليمن، بعد اختطافها مدير مكتبه أحمد عوض بن مبارك في 2015/01/17م ومعه مسودة الدستور “القديم الجديد” وعدم موافقتهم على تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم وتأييدهم لتقسيم الإقليمين وفرضها الإقامة الجبرية على هادي وخالد بحاح ووزراء حكومته.

جماعة الحوثي زادت بعد ذلك أن اشتبكت ليلة الاثنين 2015/01/19م لمدة يومين في مواجهة مع الحرس الرئاسي بغية السيطرة على دار الرئاسة بشارع الستين الجنوبي، ليقدم على أثرها رئيس الحكومة خالد بحاح في 2015/01/22م استقالته لهادي الذي بدوره قدم استقالته إلى مجلس النواب الذي لم ينظر فيها حتى اللحظة، ليقع الحوثيون في ورطة الفراغ السياسي القائم الآن في البلاد.

الورطة الثانية وقع فيها الحوثيون يوم الجمعة 2015/02/06م حين أذاعوا “إعلانهم الدستوري” الذي دعا لحل البرلمان وتشكيل مجلس وطني من 551 عضواً ومجلس رئاسي من خمسة أعضاء أيضاً وأوكل تصريف أمور البلاد لقائد لجانهم الثورية محمد علي الحوثي. ولم يجد الإعلان الدستوري قبولاً محلياً ولا إقليمياً ولا دولياً؛ ما جعلهم يراوحون مكانهم ولم يتم تشكيل المجلس الوطني ولا أعضاء المجلس الرئاسي.

من الغرائب أن جماعة الحوثيين دخلت صنعاء من محافظة صعده “242 كم” شمال صنعاء بقوة السلاح، دون أن تحرك أمريكا ساكناً، بل إنها شاركتهم بطائراتها بدون طيار في قتال في محافظة رداع وسط البلاد، ويمتدحهم السفير الأمريكي ماثيو تولر في مؤتمراته الصحفية، وتُعرقل قرارات مجلس الأمن ضدهم وتحول إلى صيغة بيانات.

أما الإنجليز فيمارسون خبثهم وخداعهم في مواجهة الحوثيين بفريقين الأول بقيادة هادي ونظام حكمه، والثاني بقيادة صالح ومن معه حزب المؤتمر والمشائخ والأتباع والحرس الجمهوري الذي يقوده ابنه أحمد.

سيبقى اليمن ساحة صراع بين الإنجليز والأمريكان، ولن يوقف عبثهم هذا باليمن وغيره من بلاد المسلمين سوى دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي سيقيمها حزب التحرير والمخلصون من المسلمين قريبا بإذن الله.

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس: شفيق خميس