رمضان والخلافة- هذا زمانكم أيها الظالمون فارتعوا وامرحوا – أبو أيمن
أيها المسلمون يبتلى المسلم على قدر دينه فإن كان في دينه رقة جاء الابتلاء خفيفاً وإن كان فيه صلابة زيد في ابتلائه فالأجر والثواب من الله عز وجل يعطيه لمن هو أهله.
يقول صلى الله عليه وسلم: «ما من امرئ يخذل امرءا مسلماً في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله تعالى في مواطن يجب فيه نصرته وما من امرئ ينصر امرءا مسلماً في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله عز وجل في مواطن يحب فيه نصرته».
أيها المسلمون المؤمن في إيمانه لا يوازن بين الحياة ونعيمها مقابل هزيمة الإيمان لإدراكه بأن انتصار الحق، انتصار الإيمان فوق كل ابتلاء، فوق كل نعيم فالإيمان يجعله يعلو ويكبر على فتنة الناس، فتنة التعذيب وظلم الطغاة، فالظلم والتعذيب والسجن لا يثني المسلم عن الحق وقول الحق ونصرة الحق وإتباع الحق فقد نشر السابقون من المؤمنين بالمناشير وعلقوا على الخشب ومات كثير منهم أثناء التعذيب وأصحاب الأخدود ومؤمنو السحرة -سحرة فرعون- لم يتحولوا عن عقيدتهم أو يسلموها بنعيم الدنيا وزخرفها.
أيها المسلمون الجريمة في عرف الجلادين الظالمين يكمن في الإسلام والمسلمين ولذلك يبالغون أتباعه في تعذيبهم وتحريقهم والتنكيل بهم والله عز وجل يقول: (وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) فالظالمون لا هم لهم في هذا العصر الذي نعيش إلا مطاردة المسلمين وقتلهم والتنكيل بهم تحت ذريعة ما يسمى بالإرهاب.
أيها المسلمون اعلموا بأن حريق الدنيا بنار يوقدها الظالمون للمسلمين لا تستوي بنار الآخرة نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة يوقدها الله عز وجل للظالمين والكافرين وأتباعهم وأعلموا أيها المسلمون بأن حريق الدنيا وعذابها وسجونها ما هي إلا لحظات إذا قيست بحريق الآخرة وعذابها يوم القيامة.
وأعلموا أيها المسلمون بأن معاناة المظلومين في سجون الطغاة المجرمين في سبيل الله وابتغاء مرضاته ونصرة دينه أحب إلى الله عز وجل حيث فيه الفوز العظيم من حريق الآخرة للظالمين ولعنة الله ولعنة اللاعنين تلتصق بهم.
فسحرة فرعون لما عرفوا الحق وقفوا إلى جانبه وآمنوا بموسى ودعوته ولم يثنهم تهديد فرعون ولم يحولهم جزاء فرعون وجوائزه لترك الحق والتخلي عن موسى ودعوته ونصرة الحق.
أيها المسلمون إني لأعجب وأدهش من أناس يرى نفسه في النار بسبب كلمة تشجيع ينافق بها لمسؤول أو من أجل وسام أو أتاوة أو مركز يتخلى عن موقف حق يعزه ويرضي الله عنه.
أيها المسلمون سجن سيدنا يوسف عليه السلام سنوات ظلماً وزوراً وافتراء فصبر واحتمل فكانت الغلبة له والخاتمة طيبة له في سبيل رضا الله ولم يهتم لتهديد امرأة العزيز.
عجباً لزمان الظالمين الذين يصورون الكذب صدقاً والخيانة مروءة وكسباً والهزيمة نصراً والخنوع حيطة والخيانة كياسة.
أيها المسلمون حقا إنا في زمن الرويبضات يعاقب فيه المحسن ويكافأ المجرم يؤتمن الخائن ويخون الأمين إنه زمن الترهات والتفاهات زمن السفه الذي قعد الناس فيه عن نصرة الحق ودعوة الحق والدفاع عن الحق.
يقول صلى الله عليه وسلم: «من أعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه آيس من رحمة الله».
فكيف بمن يعلقون من أرجلهم في سجون تحت الأرض كيف بمن يقتلهم صبراً وترويعاً وسحلا
أيها المسلمون يقول الله عز وجل “فإن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراًِ” ويقول صلى الله عليه وسلم: «ولن يغلب عسر يسرين ولو دخل العسر جحراً لتبعه اليسر ليخرجه».
إن يوم النصر آت ويوم الفرج قادم إنه يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار.
ألا فاعملوا أيها المسلمون لعودة الإسلام وتطبيق الإسلام بقيادة خليفة المسلمين الذي يقيم الحدود ويحمل لواء الجهاد ويقود المسلمين لرفع راية الإسلام وكلمة الله عز وجل.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذ أبي أيمن