سلسلة قل كلمتك وامشِ – العدوان على غزة – أحداث ومواقف – ح2- الأستاذ أبي محمد الأمين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
العدوان على غزة أحداث ومواقف (2)
انعقدت جلسة شورى أرواح الشهداء ليستمع المجلس إلى آراء بعض الأرواح حول أحداث ومواقف حصلت أثناء العدوان الغادر اللئيم على غزة.
قالت إحدى الأرواح: وأخيرا ً اجتمع وزراء خارجية النظام العربي الفاسد، هؤلاء الوزراء الذين يسمون بالعرب وما هم كذلك.
اجتمع هؤلاء المستوزرون في الجامعة العربية، أستغفر الله بل الجامعة العبرية برئيسها بن غوريون وأعضائها دايان وأشكول ووايزمان وغيرهم من الأعضاء الذين يعملون لصالح أسيادهم الكفرة المستعمرين الذين أقاموهم على رقاب البلاد والعباد للحفاظ على الحدود المصطنعة بين المسلمين وقتل كل صوت يدعو لوحدة المسلمين وإزالة الحدود التي رسمتها معاهدة سايكس بيكو.
أقول اجتمع الوزراء وبعد بيان الافتتاح الإنشائي الذي لا يعني شيئا ً يذكر لأهل غزة المحاصرين والمحاربين من قبل الأصدقاء قبل الأعداء اليهود. أقول بعد البيان الافتتاحي الإنشائي طلب رئيس الجلسة من الجميع مغادرة القاعة حتى تبدأ الجلسة السرية.
وإنني لأتساءل لماذا هذه السرية؟ هل لأنهم سيبحثون خطة عسكرية سرية لمواجهة العدو اليهودي؟ أم هي لتحديد ساعة الصفر للانقضاض على هذا العدو الغادر على اعتبار أن خطة الهجوم معدة منذ زمن؟
انتظرنا البيان الختامي، فإذا هو فارغ من كل معنى ومغزى، وكما يقال تمخض الجمل فولد فأرا ً، وصدقوني أن هؤلاء الوزراء لم يلدوا شيئا ً لأن حملهم كان كاذبا ً.
قالت روح أخرى: إنه بعد طول بحث وعناء قالوا:
- 1. إن الوزراء قد قرروا بأن العدوان على غزة إنما هو عدوان على جميع أهل فلسطين، ولم يقولوا إنه عدوان عليهم وعلى دولهم الكرتونية لأن الأمر لا يعنيهم، والعدوان لا يصيب منهم مقتلا فهم ليسوا عربا ً وليسوا مسلمين ليشعروا بما عاناه أهل غزة ويعانوه، بل على العكس فإن العدوان على غزة أمر مطلوب ومحبذ من قبل الحكام العرب ورجالات السلطة لقتل أية بذرة قد تؤتي أكلها إسلاما ً يسيطر على العالم الإسلامي. صحيح أن المقاومة لم تمارس تطبيق أي حكم شرعي طيلة وجودها في غزة، ولكنها تقول بالإسلام. ومن هنا فإن النظام العربي لا يريدها، وخصوصا ً حكام مصر الذين أخذوا على عاتقهم وتعهدوا لأسيادهم بمحاربة كل من يرفع عقيرته بالإسلام والدعوة إلى إقامة حكم الله في الأرض. ألم يتآمر حكام أرض الكنانة على أهل غزة بإحكام الحصار عليهم بإغلاق معبر رفح والذي من المفروض أن يكون سيادة النظام في مصر. عفوا ً لقد نسينا أن معاهدة كامب ديفيد أرجعت سيناء ولكنها منزوعة السيادة، ولقد عبر عن ذلك مبارك أحسن تعبير حينما أعلن أن المعبر لا يتم فتحه إلا بوجود رجال السلطة حراس اليهود، والمراقبين الدوليين، وهو يعني بذلك أنه يريد رجالات عباس ميرزا في قطاع غزة، وبعدها وقف وتبجح بأن الدم الفلسطيني ليس رخيصا ً.
- 2. قالت روح ثالثة: إن الوزراء قرروا الطلب من مجلس الأمن إصدار قرار بوقف العدوان.
إن هؤلاء الوزراء يعلمون حق العلم أن مجلس الأمن غير قادر على إصدار مثل هذا قرار، وكذلك قرروا أن يذهب وفد منهم إلى مجلس الأمن في تاريخ متأخر بأسبوع تقريبا ً وكأنهم يقولون لليهود اضربوا، دمّروا، اقصفوا، اقتلوا بقدر ما تستطيعون فها قد أعطيناكم الفرصة كاملة لإتمام عربدتكم!
ومن هنا نستطيع أن نقول بأن اليهود يقومون بهذا العدوان على أهل غزة نيابة عن النظام العربي العاجز عن كل شيء إلا القمع والبطش والتنكيل بالشعب العربي.
قامت روح رابعة لتقول: بإنه قد آن الأوان لهذه الأمة الكريمة أن تقبر هذا النظام الرسمي العربي الفاشل في مواجهة الأعداء.
هذا النظام الذي سلخ نفسه عن الأمة، ووقف متفرجا ً مبهوتا ً لا يدري ماذا يقول.
أما السلطة الفلسطينية لقيطة اتفاقات أوسلو سيئة الذكر فإن أجهزة أمنها، ورجال شرطتها وقفت أمام من أراد التظاهر للتعبير عن سخطه وغضبه مما يجري، وتضامنه مع أهل غزة.
أرأيتم عهرا ً سياسيا ً كهذا العهر؟
وإخلاصا ً كهذا الإخلاص للمهمة التي أتوا من أجلها بعد أوسلو؟
وإننا معشر الأرواح نقول لإخوتنا في غزة: ” ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين. إن كنتم تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا ترجون” صدق الله العظيم.
وهنا قالت مقررة الجلسة: إننا نرفع هذه الجلسة لتعاود الانعقاد في الغد إن شاء الله – تعالى- لبحث مزيد من الأحداث والمواقف.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخوكم، أبو محمد الأمين