مع الحديث الشريف-غدر الأمراء
أورد الإمام مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرْفَعُ لَهُ بِقَدْرِ غَدْرِهِ أَلَا وَلَا غَادِرَ أَعْظَمُ غَدْرًا مِنْ أَمِيرِ عَامَّةٍ“.
قال الإمام عياض رحمه الله:[ نُهي الإمام أن يغدر في عهوده لرعيته وللكفار وغيرهم أو غدره للأمانة التي قلدها لرعيته والتزم القيام بها والمحافظة عليها ومتى خانهم أو ترك الشفقة عليهم أو الرفق بهم فقد غدر بعهده].
مستمعينا الكرام
ما أعلى ألوية الغدر التي تُرفع لحكام هذا الزمان وآبائهم، ومن ألويتهم جميعاً يوم القيامة لواء عدم الحكم بما أنزل الله وهو أعظم الألوية غدراً، ثم لواء تسليم بلاد المسلمين إلى الكفار كفلسطين وكشمير وجنوب السودان وغيرها، ثم لواء قتل الناس واستباحة دمائهم وأموالهم وأعراضهم، ولواء سرقة ثروات المسلمين وإعطائها للكافرين، ثم لواء الاستخذاء والتخاذل عن نصرة الإسلام ورسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم. ألوية كثيرة وعظيمة تميزهم في الآخرة عن الخلائق كما ميزتهم في الدنيا، فهم أهل الغدر والخيانة في كل أمر، سلطانهم بمشورة النساء، وإمارتهم إمارة الصبيان، وتدبيرهم تدبير الخصيان، وإنه لا عقوبة للخونة أمثالهم إلا أن يُعلقوا على أعواد المشانق أو يُرموا تحت المقاصل، وقد أوشك بناء الأعواد أن يتم والمقاصل أن تُشحذ، ودولة الخلافة القادمة إن شاء الله هي التي ستنفذ بهم وبأسيادهم أحكام القتل والقطع وفي الآخرة عذاب عظيم. فالعمل العمل لإقامة دولة الخلافة التي لا تُبقي في الأرض للغدر راية ولا لواء.
مستمعينا الكرام والى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر نترككم في رعاية الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .