قاعة النساء عيد حاملة الدعوة
اللهُ أكبَرُ كـُـلــَّمَا نادَى مُـنادٍ لِلصَّلاةِ وَكـَبـَّرْ. اللهُ أكبَرُ كـُـلـَّمَا صَامَ صَائِمٌ وَأفـْطـَرْ.
الحَمدُ للهِ الذي أنعَمَ عَـلينـَا بنِعمَةِ الإسلام ِ, وَفـَرَضَ عَـلينـَا الجهَاد وَالصِّيامَ, وَجَعَـلنـَا خـَيرَ أمَّةٍ أخرجَتْ لِلنـَّاس ِ, تأمُرُ بالمَعرُوفِ, وَتنهَى عَن ِالمُنكـَرْ.
ثم أما بعد
إنَّ العيدُ مَظهَرٌ مِنَ المَظاهـِرِ العَامَّةِ عِندَ المُسلمينَ يَدُلُّ عَلى وَحدَتـِهمْ لا على فرقتهم كما هو يومنا هذا فالأصلُ فيهمْ أنْ يَعيشُوا في دَولـَةٍ وَاحِدَةٍ فيَصُومُونَ رَمَضَانَ في يَوم ٍ وَاحِدٍ وَيَحتـفـِلـُونَ بالعِـيدِ في يَوم ٍ وَاحِدٍ لِقولِهِ :”” صُومُوا لرُؤيـَتِهِ وَأفطِرُوا لِرُؤيَـتِهِ « وَهُوَ خِطـَابٌ عَامٌّ لِجَميع ِالمُسلمينَ فإنْ رَأى مُسلِمٌ هِلالَ رَمَضَانَ وَجَبَ الصَّومُ عَلى جَميع ِالمُسلمينَ وَإنْ رَأى مُسلمٌ هِلالَ شَوَّالَ وَجَبَ الفِطرُ عَـلى جَميع المُسلمينَ . فالمُسلمُونَ جَميعاً أمَّة ٌ وَاحِدَة ٌ ويعلمون سبيل خلاصهم من هذا الذل والهوان وبيدهم الحل ليعيشوا بعزة
تاهت وفي يدها الدليل لرشدها *** وهوت وفي يدها مفاتيح الأمل
وقد حق للصائم أن يفرح في يوم العيد لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم مبشرا “لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِىَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ” قال ابن القيّم رحمه الله تعالى ” فليس الفرَح ُالتّامُّ والسّرورُ الكامل والابتهاجُ والنّعيمُ وقرّةُ العين وسكونُ القلب إلاّ به سبحانه، فلا أحقَّ منه بأن يُفرح به، فلا فرحة ولا سرور إلاّ به، أو بما أوصل إليه وأعان على مرضاته. وقد أخبر سبحانه أنّه لا يحبّ الفرِحين بالدّنيا وزينتَها، وأمر بالفرَح بفضله ورحمته، وهو الإسلام والإيمان والقرآن، كما فسّره الصحابة والتّابعون”.
فعند بزوغ فجر يوم العيد وبدأ التكبيرات تتوالى من كل حدب وصوب تجوب الآفاق تسمع من به صمم ترتفع الرؤوس وتشرأب الأعناق شوقا لان تسمع ما تشتاق اليه النفوس صوت خليفة المسلمين ينادي في الخلائق : لقد قامت دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة ويا خيل الله اركبي
كيف لا وقد بشرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
( وَلَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ ، مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ ، وَلَا يَتْرُكُ اللهُ بَيْتَ مَدَرٍ ، وَلَا وَبَرٍ ، إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ هَذَا الدِّيْنِ ، بِعِزِّ عَزِيْزٍ ،أَوْ بِذُلِّ ذَلِيْلٍ ، عِزَّاً يُعِزُّ اللهُ بِهِ الْإِسْلَامَ ، وَذُلَّاً يُذِلُّ اللهُ بِهِ الْكُفْرَ ) .
فهبوا كي يعود لنا كيان **** ونبني للعلا حصنا حصينا
ونحمل للبرايا كل خير **** ونرجو الله رب العالمينا
بأن نلقاه يوم الدين راض **** ونحيى في الجنان مكرمينا
وأما عن شهود هذا اليوم العظيم فحدث ولا حرج فلعظمة هذا اليوم وأهميته تخرج النساء جميعهن حتى الحائض لتشهد موقف عزة المسلمين فهذه عبادة قوة ومهابة وقربى من الله عز وجل فقد روى البخاري ومسلم عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قَالَتْ : أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُخْرِجَهُنَّ فِي الْفِطْرِ وَالأَضْحَى الْعَوَاتِقَ وَالْحُيَّضَ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ ، فَأَمَّا الْحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلاةَ وَيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ . قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِحْدَانَا لا يَكُونُ لَهَا جِلْبَابٌ . قَالَ : لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا .
يا الله ما أحلى مذاق العزة وأطيبه وما أقسى مرارة الذلة والصغار اللهم عجل لنا بفرجك وتحقيق وعدك انك ولي ذلك والقادر عليه.
وكلمات حملة الدعوة نساءا ورجال في هذا اليوم عند تهنئة المسلمين لبعضهم تجدهم لا ينسون خلافتهم التي هي مطلبهم ومطلب كل مسلم يعي حقيقة ما يدور من حوله تسمعها منهم في كل موطن يقولونها للصغير والكبير:
” كل عام وأنتم بخير وأسأل الله أن لا يأتينا العيد العام القادم الا وقد قامت دولة الخلافة “
حتى ان الناس لتميزهم عن غيرهم وتعرف انهم اصحاب الخلافة وما اشرفه من نسب .
هكذا يكون العيد عيد الطاعات والمسرات فلا نضيع احكاما شرعية في يوم كهذا وهنا أخص المسلمة بالتزامها بحكم الله في حقها بالنسبة لأحكام اللباس الشرعي عند استقبال المهنئين بالعيد وفي أحكام الاختلاط فلا تترك نفسها عرضة لوساوس الشيطان وتتخذ الاحتياطات اللازمة كيف لا وهي من تعمل مخلصة لاقامة حكم الله في الأرض .
ما أجمل العيد حين تكون فرحته خالصة لله تعالى ، حين يحرص المسلم وتحرص المسلم على طاعة ربهما ومرضاته وما أجمل العيد ونحن على قلب رجل واحد نأتمر بأمر الله وننتهي بنهيه فنقيم الحدود ونجاهد في الله حق جهاده ان هذا لي بالصعب أو المحال فنحن أمة الخيرية ونحن الرجال الرجال والنساء النساء فالامل في الله موصول لا ينقطع .
وهنا أستذكر قول الشاعر محمد بن الحسن الانصاري :
ورجال أحمد كالأسود تراهم *** يغشون معترك المنايا والخطر
بيض الوجوه الراغبون عن الخنا *** من خير من جاد الإله على البشر
ليسوا كمن يشري الجنان بغادة ** حسناء يسرح في مفاتنها النظر
إن النفوس إذا سمت آمالها *** تاقت لنيل المكرمات بلا حذر