من قاعة النساء حاملة الدعوة خارج البيت
تحدَّثنا في المرَّاتِ السابقةِ عن دورِ المرأةِ في حملِ الدعوةِ بشكلٍ عامٍ وداخلَ البيتِ وعن دورِها في شهرِ رمضان ،، واليومَ نتكلمُ عن دورِها خارجَ البيتِ،، فَحملُ الدعوةِ فرضٌ عليها كما هو على الرجلِ ،،
ونحنُ هنا بصددِ بيانِ دورِ المرأةِ حاملةِ الدعوةِ التي تنضمُّ إلى تكتلٍ، وواجبِهَا تجاهَ الآخرينَ خارجَ بيتِهَا خاصةً الأوساطَ النسائيةَ، كيفَ يكونُ هذا الدورُ؟ وماذا عليها أن تفعلَ بالفكرِ الذي تحملُهُ؟ وكيفَ لها أن تُؤثِّرَ على من حولَها من النساءِ بهذا الفكرِ؟
فالمرأةُ المسلمةُ حاملةُ الدعوةِ تَسعى لأن تكونَ شخصيةً إسلاميةً تبْنيهَا من خلالِ تثقيفِهَا في هذا التكتُّلِ، فالأفكارُ التي تحملُهَا تؤثرُ على سلوكِهَا داخلَ بيتِها وخارجَه، ساعيةً بذلكَ إلى الوصولِ إلى درجةِ الكمالِ، لأنها أخذتْ على نفسِهَا أن تكونَ حارسةً أمينةً للإسلامِ حيثُ تكونُ بإذنِ اللهِ ثابتةً صابرةً ومُخلصةً في حملها لهذهِ الدعوةِ، ومؤمنةً بوعدِ اللهِ لهذهِ الأمةِ بالنصرِ والتمكينِ ولو بعدَ حينٍ، مُتجنبةً تَحكيمَ الهَوَى وإشباعَ الرغَبَاتَ والشَّهَوَاتِ على حسابِ التَّمسُّكِ بالحقِّ والالتزامِ بهِ؛ ذلك لأنها تحملُ الدعوةَ بقوةٍ وصلابةٍ وبتحَدِّ دونَ أن تًبالي بالعواقبِ والمَخاطرِ، فهي تحملُهَا ابتغاءَ مرضاةِ اللهِ.
لذلكَ وجبَ على المرأةِ حاملةِ الدعوةِ مُخالطةُ النساءِ خارجَ بيتهَا لتتمكَّن من نشْرِ هذا الفكرِ الذي تحملُه، يقولُ صلَّى الله عليه وسلم:
“المؤمنُ الذي يخالطُ الناسَ ويصبِرُ على أذاهُم أعظمُ أجراً من المؤمنِ الذي لا يخالطُ الناسَ ولا يصبِرُ على أذاهُم”.
فمنَ الطبيعيِ لأيِّ حاملِ دعوةٍ أنْ يتحدثَ بهذا الفكرِ الراقِي الصحيحِ الذي ينهضُ به المجتمعُ، لأنه لا يَطيقُ أن يبقىَ لديه حبيساً وهو يرى هذا الفسادَ حولَهُ .
فنحن نعلمُ أنَّ مجتمعَ النساءِ لا يقلُّ أهميةً عن مجتمعِ الرجالِ، فمجتمعُ النساءِ هذا قد صُوِّبت نحوَهُ سهامُ الكفرِ مِنْ دولِ الغربِ الرأسماليِّ الكافرِ وذلكَ ليُخرِجَ المرأةَ المسلمةَ من مخدعِ الطُّهْرِ والعفافِ ومن كونِها أمّ وربةُ بيتٍ وعِرضٌ يجبُ أن يُصانَ، لتصبحَ سلعةً رخيصةً !!! وموضعاً لإشباعِ الشهوة فقط؟؟؟
لذلك كان لا بد لحاملةِ الدعوةِ الاضطلاعَ بمسؤوليَّتِها تجاهَ هذا الصِّرَاع، وكذلك لا بدِّ منَ انْصهارِها الواعي في بوتقةِ الأفكارِ والأعمَالِ الحِزبيَّةِ حتى تكونَ قادرةً على مواجهةِ هذه الحربِ الرأسماليةِ .
لأنَّ عملَ حاملةِ الدعوةِ في مرحلةِ التفاعلِ لا يقل أهميةً عنِ الرجلِ، ذلكَ لأنَّها تعيشُ داخلَ الأوساطِ النسائيةِ والتي هي بحاجةٍ إلى توعيةٍ كبيرةٍ خاصَّةً لدى النساءِ اللاَّتي لا يعينَ على ما يُحاكُ ضدهُنَّ من قِبَلِ الغرْبِ .
وحاملةُ الدعوةِ تَطرحُ أفكاراً كثيرةَ أثناءَ عيْشِهَا الطبيعيِّ معَ النساءِ ممَّن هنَّ حولَهَا، تطرحُ فكراً صحيحاً يكشفُ عُوارَ الفكرِ الغربيِّ الفاسدِ، ، الذي لا يهدفُ الاَّ لضربِ العقيدةِ الإسلاميةِ عند المسلمين عن طريقِ المرأةِ، لذا فإنَّ من أهمِّ أعمالِ حاملةِ الدعوةِ لمكافحةِ هذا الفكرِ الدَّخيلِ :
1. أن تتقصدَ أثناءَ اجتماعِهَا بالنساءِ طرحَ فكرتَيْ حريَّةِ المرأةِ، وحقوقِ المرأةِ… مبينةً لهنَّ أنَّ هذهِ الأفكارَ جاءتْ من الغربِ حتَّى يُبْعِدَ المرأةَ المُسلمةَ عن دينِهَا، لتُصْبِحَ بوقاً يطالبُ بهذه السَّخافاتِ ” ولِلأَسَفِ هذا هوَ الواقعُ الذي نعيش”… فعلى حاملةِ الدعوةِ أن تَكشفَ للنساءِ زيفَ هذه الأفكارِ وأنَّ هذه الأفكارَ جاءت للنَّيْلِ من المكانةِ العظيمةِ التي منحها الإسلامُ لها ، وأن تبيِّن لهُنَّ أيضاً أنه لا يُمكنُ للنظامِ الرأسماليِّ أن يُحقِّقَ للمرأةِ سوى الانحطاطِ والإفسادِ، مقارِنةً ذلك بنظامِ الإسلامِ… الإسلامُ هو المبدأُ الوحيدُ الذي أعطى المرأةَ جميعَ حقوقِها كاملةً بعدَ أن كانت مسلوبةً في الجاهليةِ الأولى ، وأنَّها لن تستعيَد هذه المنزلةَ العظيمةَ إلاَّ في ظلِّ دولةِ الإسلامِ ، فإِن هي أرادتْ هذا السُّمُوَّ وهذهِ الِعزَّةَ فعليها أن تعملَ مع العامِلين لإقامةِ دولةِ الإسلامِ .
2. أن تُبيِّنَ أيضاً أنَّ فِكرةَ ” مساواةِ المرأةِ بالرَّجل”، فكرةٌ رأسماليةٌ خبيثةٌ . فالنساء شقائقُ الرجالِ، والمرأةُ ليست نصفَ الرجلِ، وليستْ شريكةَ حياةِ الرجلِ؛ لكنَّ المرأةَ بالنسبةِ للرجلِ هي “الصَّاحبةُ”، وليس معنى شِقِّ الرجلِ أنَّها تُساويه، فالمساواةُ مفهومٌ يُخالفُ الإسلامً، حيثُ أنَّ هذه الفكرةَ جاءت أيضاً لِتَضليلِ المرأةِ المسلمةِ حتَّى تُطالبَ بأمورٍ ما أنْزَلَ اللهُ بها من سُلطانٍ.
.3 أنْ تُبيّنَ لهُنَّ أيضاً أن فكرةَ الكفاءةِ في الزواجِ- التي طلعَ علينا الغربُ بها، وكذلكَ علماءُ السلاطين- فكرةٌ لا علاقةَ لها بالشرعِ، وأنهم يقصِدونَ بحديثهم عن الكفاءةِ أن تكونَ منزلةُ الرجلِ الاجتماعيةُ والماليةُ والخُلُقيَّةٌ مُساويةً للمرأةِ .ولكنَّ الأصلَ في الإسلامِ أنَّ كلَّ مسلمٍ كفءٍ لأيةِ مسلمةٍ ، وكلَّ مسلمةٍ كفءٌ لأيِّ مسلم، ولا قيمةَ للفوارقِ بينَ الرجلِ والمرأةِ في المالِ أوِ الصِّبغَةِ أوِ النَّسَبِ، فَبِنتُ العاملِ تصلُحُ زوجةً لابنِ الأميرِ.. وهكذا،،، قالَ رسولُ اللهِ عليه الصلاةُ والسلامُ :”إذا جاءكمْ َمنْ ترضَوْن دينَهُ وخُلُقَهُ فزوِّجوه”… فكانَ مِقياسُ التَّفاضلِ هو الدينُ والخُلُقُ , ولم يكنِ المالُ والنسب , وكانَ الأصلُ التَّيسيرَ على الشبابِ في أمورِ الزواجِ , وعدمَ المُبالغةِ في طلبِ المُهورِ , قال عليه الصلاةُ والسلام : ” أقلُّكُنَّ مهراً أكثركُنَّ بركةً ”
.4 أن توَضِّحَ لهنَّ أنَّ الرجالَ قوامونَ على النساءِ، فِقوامَةُ الرجلِ آتيةٌ منَ القرآنِ الكريمِ ، ولا يُمكنُ لأحٍدٍ أيًّا كانَ أنْ يغيِّرَ هذا الحكمَ الشرعيَّ، حتى وإن كانتِ المرأةُ هي التي تُنفقُ على العائلةِ، أو كانت تعملُ والرجلُ لا يعملُ , فهذا حكمٌ شرعيٌ ثابتٌ لا يتغير. وما على المرأةِ إلاَّ أن تطيعَ زوجَها طالما أنه لا يأمرُ بمعصيةٍ حيث لا طاعةَ لمخلوقٍ في معصيةِ الخالقِ .
لذلك أختي :ألاَ تحبِّينَ أن تكوني تلكَ المرأةَ التي تعملُ ليلَ نهارَ لنَيْلِ رِضوانِ اللهِ تعالى ودخولِ جِنانِه!!
حيث قال الله { هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانُ } {الرَّحمن:60}
اللهمَّ أجعلنا منهن يا رب لنفوزَ برضاكَ وجنَّتكَ يا أرحمَ الرَّاحمين ،،، واجعلنا من خيرةِ حمَلَةِ الدعوةِ لما تُحبُّهُ وترضاهُ ،، وأنْ نكونَ من شهودِ الخلافةِ الراشدةِ ومن جنودِها يا ربَّ العالمين