خبر وتعليق أزمة خانقين
الخبر:
تصاعدت حدة التوتر بين بغداد وإقليم كردستان بشأن قضايا كثيرة، ومنها مدينة خانقين إحدى مدن محافظة ديالى شمال العاصمة بغداد حيث نشبت الأزمة أواسط آب/أغسطس الماضي حين دخلت القوات الأمنية العراقية المنفذة لما يسمى بعملية بشائر الخير في هذه المحافظة لملاحقة المسلحين والخارجين على القانون، وبعد دخول هذه القوات مدينة خانقين أمهلت قوات البشمركة وهي قوات حماية إقليم كردستان أربعاً وعشرين ساعة لإخلاء مواقعها، الأمر الذي أثار أزمة سياسية لا يزال اشتعال أُوارها يتزايد ويلقي بظلاله على سير الأحداث، علماً أن الأكراد قد أصدروا قراراً في شباط/فبراير الماضي بتشكيل محافظة جديدة تتبع الإقليم إدارياً لتضم خانقين ومدناً أخرى يتم اقتطاعها لاحقاً.
التعليق:
1- إنّ هذه الأزمة وأمثالها، تقع في سياق أزمات مصطنعة ومخطط لها من قبل أمريكا الغازية ضمن خطة ما يعرف بـالفوضى الخلاقة لتحقيق أهداف متعددة ابتداء من الحرب على الطائفية وفرق الموت ثمَّ الصراع العرقيّ الذي تجري فصوله الآن بين العرب والأكراد إخوان الأمس بحسب شريعة الله، وأعداء اليوم تبعاً لشريعة الكفر عقيدة فصل الدين عن الحياة، ولا ندري هل يعقبها تفجّر الوضع الأمني مرة أخرى لينشغل المسلمون أبناء البلد الواحد بعضهم ببعض فيخفّ الضغط عن العدو الحقيقيّ، ولتبقى قوات الاحتلال أمداً بعيداً لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى.
2- إنّ القيادات الكردية التي مَردت على النفاق والعمالة لأعداء هذه الأمة منذ زمن بعيد تحاول انتهاز فرصة وجود المحتل وضبابية الأوضاع لتمدّ من رقعة إقليمها المزعوم كردستان جغرافياً الذي لم يكتف بالمحافظات الثلاث: أربيل والسليمانية، ودهوك، بل باتت شهيتهم مفتوحة لابتلاع أجزاء كثيرة مثل: كركوك وخانقين، مندلي، قرة تبة، وأجزاء من الموصل وديالى وواسط، وحجتهم في ذلك المادة: 140 من الدستور الداهية الذي فرضه المحتل، تلك المادة التي تعالج موضوع المناطق المتنازع عليها على ثلاث مراحل: التطبيع، الإحصاء السكاني، ثمَّ استفتاء سكانها لتقرير المصير.
3- إن ما جرى ويجري من هذه الكوارث ما هو إلا ثمرات ما جاءت به أمريكا الغازية عدوة الشعوب لتمزيق وحدة بلاد المسلمين أكثر مما هي ممزقة، فتريد من العراق ان يتحول إلى كيانات هزيلة: كردية، شيعية، سنية، من أجل إضعاف هذا البلد الذي كان يمكن أن يكون قاعدة لانطلاق دولة الخلافة الراشدة الثانية، أو لجعله عاجزاً عن مدّ يد العون لإخوانهم في البلاد الإسلامية الأخرى حين يأذن الله تعالى بنصره، ولكن هيهات: { يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين }، وهذه المآسي ستظل تعصف ببلاد المسلمين لحين ظهور الخلافة الموعودة بإذن الله عز وجل، إذ هي القادرة على وضع حدّ لآلام وجراحات الأمة، وهي كذلك الكفيلة بالاقتصاص ممن آذى المسلمين وجرّعهم كؤوس الذل، { ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم }.
المكتب الإعلامي
ولاية العراق