Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية

 

 

 

مع الحديث الشريف

باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.                                                     

   

   جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في ” باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية”

 

     حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن علي رضي الله عنه قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية وأمر عليهم رجلا من الأنصار وأمرهم أن يطيعوه، فغضب عليهم وقال: أليس قد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تطيعوني؟ قالوا: بلى. قال: قد عزمت عليكم لما جمعتم حطبا وأوقدتم نارا ثم دخلتم فيها، فجمعوا حطبا فأوقدوا نارا فلما هموا بالدخول فقام ينظر بعضهم إلى بعض قال بعضهم: إنما تبعنا النبي صلى الله عليه وسلم فرارا من النار أفندخلها؟ فبينما هم كذلك إذ خمدت النار وسكن غضبه فذكر للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: “لو دخلوها ما خرجوا منها أبدا إنما الطاعة في المعروف”.

 

أيها الاحبة الكرام:

 

      إن حالكم اليوم مع حكامكم كحال هذا الأنصاري مع السرية، طلب منهم أن يجمعوا حطبا فجمعوا، ولكن عندما طلب منهم أن يلقوا بأنفسهم فيها توقفوا، وها هم حكامكم يطلبون منكم جمع الحطب، فجمعتم حطب الديمقراطية والوطنية والدولة المدنية وجمعتم حطب العلمانية وأشعلتم النار وقذف بعضكم نفسه فيها.

 

أيها المسلمون:

 

      إنما الطاعة في المعروف، هكذا قال وهكذا علمنا حبيبنا صلى الله عليه وسلم. والمعروف هو الإسلام وأحكامه، فلا سمع ولا طاعة لمن خالف الإسلام، ولكن المسلمين هذه الأيام تثقفوا ثقافة جديدة، ثقافة الطاعة في كل الظروف والأحوال، ثقافة القبول بالحكام حتى وإن رأوهم يحكمون بالكفر البواح. ثقافة عدم محاسبة “الأئمة” وإن جاروا وإن ظلموا، ثقافة عدم الدعاء عليهم بل الدعاء لهم وإن قتلونا وشردونا، وإن سرقوا أموالنا وقتلوا أبناءنا، وإن لعنونا وبغضونا فلا يجوز الاعتراض عليهم، إنها ثقافة جمع الحطب وإشعال النار وإلقاء النفس فيها. وكأنهم لم يسمعوا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يرويه عبادة بن الصامت حيث قال: “دعانا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فبايَعَنا، فكان فيما أَخَذَ علينا: “أن بَايَعنَا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأَثَرَةٍ علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان”. وكأنهم لم يسمعوا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، ويصلون عليكم، وتصلون عليهم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم”. فهذه الثقافة البغيضة المقيتة لم تعد تجدي نفعا هذه الأيام، فقد استهلكها الأئمة والحكام خلال القرون الفائتة عبر العمائم واللفات، فسقطت وسقطت معها العمائم، وأصبح المسلمون أكثر وعيا على واقعهم الفاسد، وعلى طريقة التغيير الحقيقية التي خطّها لهم رسولهم الكريم عليه الصلاة وأتم التسليم، وباتت الخلافة الإسلامية مطلبا ترنو إليه عيون الأمة من قريب وبعيد. 

 

   فاللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

   أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم