Take a fresh look at your lifestyle.

ما يسمى باليوم العالمي للمرأة في حقيقته يوم كارثي

 

 

ما يسمى باليوم العالمي للمرأة في حقيقته يوم كارثي

 

في شهر آذار/مارس من كل عام تحتفل النساء بما يسمى اليوم العالمي للمرأة، فتجتمع النساء للاحتفال بمساواتهن مع الرجال حتى تكاد لا تميز أنساءٌ هن أم رجال! هذه الشعارات البغيضة التي يرفعها الغرب زوراً وبهتاناً لثني المسلمين عن أحكام دينهم، وما يرفعونه من شعارات الحرية والمساواة، لا تليق بالإنسان كإنسان، فهي شعارات يحملها شرذمة من الشواذ، فئة قليلة صم بكم، ينادون بما يسمى حقوق المرأة ومساواتها بالرجل. هذه الفكرة بفلسفتها المزعومة هي من نبع الغرب المستعمر وشرعته، وقد عرفوا هذه الحركة بأنها حركة نسوية تدعي الاعتراف للمرأة بحقوق وفرص مساوية للرجل، ويجب أن لا تكون مقيدة، وذلك في مختلف مستويات الحياة، أي هي النظرية التي تنادي بمساواة الجنسين سياسيا واقتصادياً ومجتمعياً، وتسعى كحركة سياسية إلى دعم المرأة، وإزالة التمييز الجنسي الذي تعاني منه حسب زعمهم، فما هذه الحركة النسوية إلا تنظيم سياسي أطلق من أمريكا، مقر الشر، واتخذت مركزاً لها، وقد ظهرت في القرن التاسع عشر الميلادي، حيث كانت المرأة في تلك البلاد، وفي أوروبا المنغمسة في ظلام الجهل، كانت المرأة محرومة من التصرف بمالها، ولا توفر لها فرص التعليم، والعمل، فتمحورت مطالبها حول الحقوق الفردية، في أن تعامل على أساس المساواة مع الرجل في إنسانيتها، وفي عام 1960م أخذت هذه الحركة رخصة، وأصبحت المرأة تحمل أيديولوجية تكون المساواة هي التي تحفظ حقوقها دون أن تدري أحقيقة هذه المساواة أم خيال؟!

 

تبث هذه النسوية المعاصرة مفهومين أساسيين، هما مفهوم الجندرة إلى الفروق بين الجنسين، والإنكار التام لوجود جنسين مختلفين، حسب زعمهم، وإلغاء مسمى ذكر وأنثى اللذين هما من صنع الله عز وجل، وعبر مفهوم الضحية تبنت هذه الحركة آلية الانتفاء العام للرجال، وعمقت الكراهية تجاه الرجل، وتأكيد نظريتها التي تقول إن المرأة ضحية لوجود الرجل، فنادوا بمساواة النساء بالرجال! عندها خرجت المرأة إلى الشارع، فاستخدمها الغرب بعد أن أخرجها إلى العمل، وأطلقوا العنان للمرأة أن تتصرف في نفسها كما تشاء!

 

هذه هي حقيقة شعارات المرأة في الغرب، ومما لا شك فيه أن الغرب سوق هذه النفايات التي لا تشبهنا، نحن أبناء هذه الأمة، فتلك النفايات تنادي بإلغاء قانون الأحوال الشخصية في كثير من بلاد المسلمين، وإلغاء ولاية الأب، ومن النفايات كذلك، خروج النسوة وتجمعهن أمام وزارة العدل في السودان، يردن أن يوجدن هذه الأمراض بين الناس في بلادنا السودان، بل في الحقيقة يمكن أن نقول إنه اليوم الكارثي للنساء، حيث المراد هو سحب المرأة إلى ساحة العهر والرذيلة، لكن هيهات فإنهن مسلمات، وفيهن الخير، قال المصطفى ﷺ «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ لَا يُبَالُونَ مَنْ خَالَفَهُمْ أَوْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ».

 

بعدما كان العالم يعيش في ظلام دامس، جاء الإسلام كي يعالج المشاكل لمطلق إنسان؛ الرجل والمرأة، وجعل لكل واحد منهما واجبات وحقوقاً. أما اللاتي ينادين بمساواة الرجل والمرأة في كل جوانب الحياة من خلال قوانين وضعية وليس من قوانين ربانية، فإن الله سبحانه وتعالى قد كرم الإنسان وليس الرجل دون المرأة ولا المرأة دون الرجل. ومن هنا نجد أن الإسلام لم يفرق بين الرجل والمرأة ولم يفرق في التكاليف المتعلقة بالعبادات، بل صان المرأة، ووصى الزوج أن يقوم بدوره مسؤولاً عنها، أما أحكام مثلا  من الصلاة والصوم والحج والزكاة، وغيرها من بيع وإجارة ووكالة فكلها واحدة للنساء وللرجال على السواء. فلا مجال لأحد أن يساوي بين الذكر والأنثى بهواه أو بهوى غيره من الناس، ويترك كلام الله، لأن الذي أوجد هذه المفاهيم والأفكار والنفايات الغربية هو إنسان ناقص ضال ومضل.

 

والإسلام يأمر أن لباس المرأة مخالف للباس الرجل كما أمر أن يكون لباس الرجل مخالفاً للباس المرأة، هذه بينة للذي لديه العقل أن يلتزم بشرع الله الذي هو أطهر وأنقى من كل حكم وضعي، وقد لعن الرسول ﷺ الرجل يلبس لباس المرأة، والمرأة تلبس لباس الرجل. إذن كيف يأتي أناس فاقدو الهوية الإسلامية ارتووا وترعرعوا تحت كنف الكافر، بأفكار غربية ومفاهيم مسمومة يريدون أن يساووا بين الرجل والمرأة، فلا ينبغي أن نأخذ من الحضارة الغربية التي أصبحت تحتضر، وهي في طريقها إلى السقوط، فليس في هذه الحضارة ما يصلح حال المجتمع، وأفكارها لا تقنع العقل، ولا توافق الفطرة الإنسانية، ولا يطمئن لها القلب. فهذه الحضارة الغربية تعيد الناس إلى عالم البهيمية، والجاهلية التي عاشتها بعض المجتمعات ويعيشونها اليوم، فهم يعتبرون أن السعادة هي نوال أكبر قدر من المتعة الجسدية!!

 

فبعد أن أكرمنا الله بالإسلام لنكون شهداء على الناس، لا يحق للأمة أن تتبع سبيل الكافرين فيما يتعلق بالمرأة ولا غيرها، فالإسلام كرم المرأة وأباح لها الزراعة والصناعة والتجارة، وأن تملك كل أنواع الملك، وأن تكون شريكة، وأجيرة، وتقوم بسائر المعاملات، وعدم تخصيص المرأة بالمنع عما أباحه الله لها. إلا أنه لا يجوز للمرأة أن تتولى شؤون الحكم فلا تكون رئيس دولة ولا معاوناً له ولا والياً ولا عاملاً، ولا أي عمل يعتبر من الحكم، لما روي عن أبي بكرة: لما بلغ الرسول ﷺ أن أهل فارس ملكوا عليهم بنت كسرى قال رسول الله ﷺ: «لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً». لكن الإسلام أباح للمرأة أن تتعين في وظائف الدولة لأنها ليست من الحكم، وإنما تدخل من باب الإجارة، فالموظف أجير خاص، وتتولى القضاء، لأن القاضي ليس حاكماً، وإنما هو يفصل الخصومات بين الناس. غير أن الإسلام حين أباح للمرأة أن تباشر البيع والشراء في السوق، منعها من أن تخرج متبرجة.

 

فعن أية مساواة أيتها المرأة تتكلمين؟ ونحن بين يدي الذكرى التاسعة والتسعين لهدم الخلافة، التي تمنع النساء والناس أجمعين عن مخالفة خالقهم؟ أم هو تحدٍ لكلام خالق البشر أجمعين؟ أتريدين اتباع أولئك الذين وضعوا الفكرة التي تناقض فطرة الإنسان؟ فاعلمي أن المرأة على امتداد التاريخ ليست بحاجة إلى إنشاء جماعة، أو حزب، أو القيام بدعوات للمطالبة بحقوقها، أو حقوق أيه فئة من فئات المجتمع، لأن الإسلام يكفل للجميع حقوقهم. لكن مع غياب دولة الإسلام والمسلمين دولة الخلافة التي ترعى شؤون الرجال والنساء، المسلمين وغير المسلمين مع تغيير الأوضاع في العصور المتأخرة، ظهرت دعوات نسوية على غرار دعوات النسوية، للمطالبة بحقوق المرأة المهضومة، أيتها المرأة لا تجدين الحقوق التي تبحثين عنها في القوانين الوضعية، والأنظمة الديمقراطية التي تظلم النساء والرجال والأطفال، لأنها أنظمة قائمة على أساس باطل، لذا الأصل أن تنادي بالنظام الذي يعطي الحقوق التي سلبتها الأنظمة التي من صنع البشر، وأن تطالبي بالقوانين التي تعطي كل الحقوق التي فرضها الإسلام على الإنسان بغض النظر عن كونه رجلا أو امرأة. ثم لماذا تدافعين عن نفسك كأنك متهمة؟ فالمرأة هي أم وبنت وزوجة وأخت، لا تنفصل عن الرجل في الإسلام، فشياطين الغرب وأدواتهم فسّاق الناس والحكام في بلادنا، هم الذين أوجدوا القوانين التي تظلم المرأة.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

آدم دهب – الخرطوم

 

 

2020_03_17_Art_The_International_Womens_Day_is_in_fact_a_disastrous_day_AR_OK.pdf