Take a fresh look at your lifestyle.

حملة الدعوة الثابتون على الحق هم أمل الأمة في الخلاص من الواقع الفاسد (الجزء الأول)

 

 

حملة الدعوة الثابتون على الحق
هم أمل الأمة في الخلاص من الواقع الفاسد
(الجزء الأول)

 

أيُّهَا الشَّبابُ: أحييكم بتحية الإسلام وتحية أهل الجنة، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ثم أَمَّا بَعدُ: ونحنُ لَا زلْنَا نَعِيشُ ذِكْرى الفَاجعَةِ الأليمَةِ عَلَى قَلبِ كُلِّ مُسلِمٍ وَمُسلِمَة، ذِكرَى هَدْمِ دَولَةِ الخِلافَةِ فِي الثَّالِثِ مِنْ آذَارَ عَامَ 1924م. أحبَبْتُ أَنْ أُوَجّهَ إِلَيكُمْ هَذِهِ الكَلِمَةَ أقولُ وَبِاللهِ التَّوفِيقُ: الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصَّلاةُ والسَّلامُ علَى إمامِ المتقين، وسيِّدِ المرسلِين، المبعوثِ رحمةً للعالمين، سيدِنا محمدٍ وعلَى آلهِ وصَحبِهِ أجمعين، واجعلْنَا مَعَهم، واحشرنا في زُمرتهم برَحمتكَ يا أرحمَ الراحمين. الحمدُ للهِ أنْ جَعَلَنا وإياكُم مِنَ المسلِمين، ومن خَيرِ أمةٍ أخرجَتْ للنَّاسِ، ومِنْ أُمةِ خَيرِ الأنبياءِ سيدِنا وحبيبِنا ومعلمِنا وقائدِنا وقدوتِنا ونبيِنا محمدٍ عليهِ الصَّلاةُ وَالسَّلام، خيرِ مَنْ صَلَّى وَصَام، وَدَعَا إلى اللهِ، وأقام هو وصحابتُه الكرام أولَ دولةٍ للإسلام. الحمدُ للهِ أنْ شَرفنَا وَاصطَفانا مِثلَهُم لحملِ الدَّعوةِ معَ العاملِين المخلِصينَ لِاستئنَافِ الحيَاةِ الإِسلامِيَّةِ بِإقَامَةِ دَولَةِ الإسلامِ الثانيَةِ عَلَى مِنهَاجِ النُّبوَةِ.

أيُّهَا الشَّبابُ: أيها الغرباء: – كَمَا سَماكُم نَبِيُّكم عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلَام – رَوَى مُسلِمُ في صَحِيحِه عَن أَبي هُريرَة رضي الله عنه عَنِ النبيِ e أنهُ قَالَ: «بدأَ الإسلامُ غريباً، وَسَيَعُودُ غَريباً كَمَا بَدَأ فَطُوبى لِلغُرباءِ» فَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ ثَابِتٌ عَنْ رَسُولِ اللهِ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ، زَادَ جَمَاعَةٌ مِنْ أئمَّةِ الحَدِيثِ فِي رِوَايةٍ أُخرَى ثَانِيَةٍ: “قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَنِ الغُرَبَاءُ؟” قَالَ: «الذِينَ يَصْلُحُون إِذَا فَسَدَ النَّاسُ»، وَفِي لفظٍ آخَرَ فِي رِوَايةٍ ثَالثةٍ: «يُصلِحُون مَا أفسَدَ النَّاسُ مِنْ سُنَّتِي»، وَفِي لَفْظٍ آخَرَ فِي رِوَايةٍ رَابعةٍ: «هُمُ النُّزَّاعُ مِنَ القَبَائِلِ»، وَفِي لَفْظٍ آخَرَ في رِوَايةٍ خَامِسَةٍ: «هُمْ أناسٌ صَالِحُونَ قَلِيلٌ، في أُنَاسِ سُوءٍ كَثِيرٍ». فَالمقصُودُ بكَلِمَةِ (الغُرَبَاءِ) الوَارِدَةِ في الحَدِيثِ النَّبَوِيِّ الشَّرِيفِ أهلُ الاستِقَامَةِ، وَعِبَارَةُ «فَطُوبَى لِلغُرَبَاءِ» تَعنِي: أَنَّ الجنَّةَ وَالسَّعَادَةَ لِلغُرَبَاءِ الذِينَ يَصلُحُون عِندَ فَسَادِ النَّاسِ، أَي إِذَا تَغَيَّرَتِ الأَحْوَالُ، وَالتَبَسَتِ الأُمُورَ، وقَلَّ أَهْلُ الخَيرِ، ثَبتُوا هُمْ عَلَى الحَقِّ، وَاستَقَامُوا عَلَى دِينِ اللهِ، وَوَحَّدُوا اللهَ، وَأخلَصُوا لَهُ العِبَادَةَ، وَاستَقَامُوا عَلَى الصَّلَاةِ، وَالزكَاةِ، وَالصِّيَامِ، والحجِ، وَحَمْلِ الدَّعْوَةِ، وَالأَمْرِ بِالمعروفِ، والنهيِ عنِ المنكرِ، وَسَائِرِ أُمُورِ الدِّينِ. جَعَلَنَا اللهُ وَإِياكُمْ مِنهُم آمِين يَا رَبَّ العَالَمِينَ.

أيُّهَا الشَّبابُ: أيها الغرباء: يَا حَامِلِي الدَّعوَةِ لاستِئنَافِ الحَيَاةِ الإِسلَامِيَّةِ بِإقَامَةِ دَولَةِ الخِلَافةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَى مِنهَاجِ النُّبوَّةِ، تأمَّلُوا الصِّفَاتِ الوَارِدَةَ فِي الرِّوَايَاتِ الخَمْسِ لِلحَدِيثِ النَّبوِيِّ الشَّرِيف: (الغُرَبَاء، يُصلِحُون، يَصلُحُون، صَالِحُون، النُّزَّاعُ مِنَ القَبَائِل). أَترَونَ أَيُّهَا الشَّبَابُ أَنَّ هَذِهِ الصِّفَاتِ الخَمْسَ تَنطَبِقُ عَلَى حَامِلِي دَعْوَةٍ سِوَاكُم؟؟ وَاللهِ إِنِّي لَا أَرَاهَا تَنطَبِقُ عَلَى أُنَاسٍ غَيرِكُمْ أنتُمْ وَمَنْ عَلَى شَاكِلَتِكُمْ يَا مَعْشَرَ شَبَابِ حِزْبِ التَّحرِيرِ الثَّابِتِينَ عَلَى الحَقِّ، وَالقَابِضِينَ عَلَى الجَمْرِ، فَأنتُمْ لَم تُغيِّرُوا عَقِيدَتَكُمْ، وَلَم تبُدِّلُوا دِينَكُمْ، وَلَم تُغرِكُمُ المِنَحُ مَهْمَا كَثُرتْ، وَلَم تَحرِفْكُمُ المِحَنُ مَهْمَا اشتَدَّتْ عَنِ الصِّرَاطِ المستَقِيمِ، وَالطَّرِيقِ القَوِيم الَّذِي اخْتَرتُمُوهُ، وَسِرْتُم عَلَيهِ إِرضَاءً وَتَقَرُّباً للهِ تَعَالَى، وَيَشْهَدُ لَكُمْ بِذَلِكَ العَدُوُّ قَبْلَ الصَّدِيقِ، وَاللهُ خَيرُ الشَّاهِدِينَ.

وَنَسُوقُ لَكُمْ نَمُوذَجاً وَاحِداً عَلَى سَبِيلِ المِثَالِ لَا الحَصْرِ مِنْ نَمَاذِجِ صَبركُمْ وَثَبَاتِكُمْ، لَقَدْ عُرِضَتْ عَلَى الفِيسبُوك صُورَةٌ لِشَابٍّ مِنْ شَبَابِ حِزْبِ التَّحرِيرِ فِي تُركِيَّا، دَخَلَ للسِّجْنِ شِبْلاً فَخَرَجَ مِنهُ أَسَداً، بَعْدَ أَنْ قَضَى أَربَعاً وَعِشرينَ سَنَةً فِي سِجْنِ الطَّاغِيَةِ رَجَبْ طَيِّبْ أَردُوغَانَ، وَكَانَتْ تُهمَتُهُ العَمَلَ لِإقَامَةِ الخِلَافَةِ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، وَتَطْبِيقَ شَرعِ اللهِ! فَكَتَبْتُ لَهُ مُهَنِّئاً: “حَمداً للهِ عَلَى سَلَامَتِكَ أَيُّهَا الشَّابُ، هَنِيئاً لَكَ صَبْرُكَ وَثَبَاتُكَ عَلَى حَمْلِ الدَّعْوَةِ، وَأَعْظَمَ اللهُ تَعَالَى لَكَ الأَجْرَ، وَأَجْزَلَ لَكَ العَطَاءْ، وَضَاعَفَ لَكَ الثَّوَابَ، وَجَزَاكَ خَيرَ الجَزَاءْ، وَأَكْرَمَكَ بِجَنَّاتِ الفِردَوسِ الأَعْلَى، تَتَبَوَّأُ مِنهَا حَيثُ تَشَاءْ، وَرَزَقَنَا إِيمَاناً مِثْلَ إِيمَانِكْ، وَصَبراً مِثْلَ صَبْرِكْ، وَثَبَاتاً مِثْلَ ثَبَاتِكْ، إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ مُجِيبُ الدُّعَاءْ… آمِينَ يَا رَبَّ العَالَمِينْ”.

 

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ محمد النادي

 

2020_03_14_Art_Dawa_carriers_the_stationaries_on_the_truth_AR_OK_P1.pdf