Take a fresh look at your lifestyle.

الديمقراطية لها وجه جديد في بورما، ولكن ليس للمسلمين أن يتوقعوا تغييرا (مترجم)

 

في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر، 2015، اعترف رئيس الحزب الحاكم الموالي للمجلس العسكري في بورما، “لقد خسرنا”. ولا تزال عمليات فرز الأصوات مستمرة، إلا أن النتيجة أعلنت من قبل الكثيرين في الولايات المتحدة بأنها انتصار حذر للديمقراطية في بورما بعد عقود من الحكم العسكري. ومع ذلك، فإن الجيش سيستمر في الحكم، ولكن في شكل مختلف، لأن دستور 2008 الذي أملى بنود حكومة الرئيس ثين سين في عام 2011، سوف يملي أيضا بنود حكومة الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية الذي تتزعمه أونغ سان سو تشي. لقد تمت كتابة الدستور من قبل الجيش، الذي يحتفظ بربع المقاعد في البرلمان، والذي لا يمكن تغييره إلا بموافقة عسكرية. وعلاوة على ذلك، فإن الجيش يقوم بتعيين المناصب الوزارية الرئيسية (وزارات الداخلية والدفاع وأمن الحدود)، وسيكون له الأغلبية في مجلس الدفاع والأمن القومي، وهو أعلى هيئة دستورية في بورما. وبالإضافة إلى ذلك، فقد احتفظ الجيش بحق استعادة السلطة المباشرة لأسباب تتعلق بالأمن القومي والسيطرة بلا منازع على المناطق التي تحتدم فيها الصراعات العرقية.

 

يقوم الجيش بشن حملات إبادة شرسة ضد العديد من مجموعات الأقليات العرقية في بورما، وهذه تشمل المسلمين الروهينجا الذين يوجد معظمهم في إقليم أراكان حيث يشكلون 90٪ من السكان، مقارنة بالمعدل الوطني البالغ 5٪. ومع ذلك، وعلى الرغم من الحكم الاستبدادي العسكري وتورطه في المجازر ضد المسلمين، فهو ليس المصدر الرئيسي للشر. فالديمقراطية نفسها هي السبب الرئيسي لمعاناة واضطهاد المسلمين في بورما! ديمقراطية الولايات المتحدة لديها تاريخ في تحطيم الدول بشكل أكثر فعالية مما فعل جيشها، والعراق خير مثال على ذلك حيث مزقت التوترات الطائفية البلاد إربا!

 

وعندما خضع الجيش في بورما لمطالب الرهبان البوذيين المدعومين من الولايات المتحدة للديمقراطية، تم فتح بوابات فيضان الشر الواسعة. فللمرة الأولى، أصبح حجم السكان المسلمين تهديدا. ذلك لأن الحكومة الديمقراطية تعني حكم الأغلبية على الأقلية، مما فتح الباب أمام انقسامات طائفية كبيرة في بورما. وقد قام قادة الرهبان البوذيين بتعبئة الأغلبية البوذية الجبانة على تكثيف الهجمات ضد المسلمين، بينما الجيش وقف جانبا يشاهد. كل هذا حدث في عهد الحكومة الديمقراطية السابقة وسوف تترك المبادئ نفسها المسلمين تحت (رحمة!) البوذيين المتعصبين في الحكومة الجديدة. لا اسم “الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية “ولا جائزة نوبل لزعيمتها سوف تقف في طريق الأغلبية البوذية التي انتخبتها. في ظل الوجه الجديد للديمقراطية، سوف يستمر الجيش في التمتع بالامتيازات التي تأتي من بيع أصول في بورما إلى الأسواق الرأسمالية الجشعة، ولن يجد الرهبان المتعطشون للدماء أحدا يقف في طريقهم. وفي الوقت نفسه فإن صمت قادة البلاد الإسلامية يصم الآذان، على الرغم من أن الله سبحانه وتعالى أمر المسلمين بالمسارعة في نصرة إخوانهم المضطهدين المسلمين. ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾. إن واجب الأمة الإسلامية إجبار قادتهم لنصرة المسلمين المضطهدين في بورما.

 

أيها المسلمون، لا تبقوا صامتين إزاء إخضاع شؤونكم إلى أعدائكم. فلقد حان الوقت لندرك أنها فقط دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة هي التي ستدافع عن شرفنا وتحمي أمتنا. قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: «إنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به».

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. عبد الله روبين

2015_11_11_Democracy_has_a_new_face_in_Burma_AR_OK.pdf