Take a fresh look at your lifestyle.

إيران إلى أين..؟! (3)

 

\n

التشيع والإمام جعفر الصادق:

\n

الدعوة للتشيع والطائفية اليوم في إيران الثورة الحالية لا علاقة له بالإسلام لا من قريب ولا بعيد، فهو أقرب ما يكون إلى الدعوة إلى إحياء القومية الفارسية، كما دعا لها أهل القومية العربية من البعثيين والناصريين وكل من سعى لهدم دولة الخلافة الإسلامية، وأهل تركيا العثمانية الذين دعوا إلى القومية الطورانية التركية، والتتريك العلماني وترك تطبيق الإسلام وإسقاط الخلافة كذلك، فكل أولئك هم أعداء للإسلام والمسلمين، ولذا نرى ونسمع في الفضائيات والإعلام الذي يدعو للتشيع كلامًا لا يمت للإسلام ولا للفكر الإنساني العقلاني بصلة، وليس لهم أي صلة بالإمام جعفر الصادق الذي كان يُحبُ الخلفاء الراشدين ويحب كل المسلمين، وهو أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق، إمام من أئمة المسلمين، وعالم جليل، وعابد فاضل من ذرية الحسين بن علي بن أبي طالب وله مكانة جليلة عظيمة لدى جميع المسلمين، وأضع للقارئ الكريم رابطاً يعرف بالإمام جعفر الصادق ومذهبه ومكانته وأستاذيته للإمام أبي حنيفة والإمام مالك.

\n

http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=94222

\n

 

\n

إن ما وردنا عن طريق الثقات يؤخذ ويتداول بين العلماء الثقات وأهل السنة، فإن الإمام جعفر بن محمد بن علي بن الحسين كان إمامًا من أئمة أهل السنة، وقد أخذ عنه أبو حنيفة ومالك وغيرهما، وكان قوله معتبرًا عند أهل السنة قديمًا وحديثًا، فمن طالع كتب المحدِّثين والفقهاء يجد النقل والرواية عنه وعن أبيه الإمام الباقر كثيرًا، كما يجد الاعتراف بإمامته في كتب الفقهاء والمؤرخين، فقد وصفه الذهبي في السير بأنه شيخ المدينة، ونقل عن أبي حنيفة أنه قال فيه: \”ما رأيت أحدًا أفقه من جعفر بن محمد\”. وأما عدم انتشار مذهبه بين أهل السنة فليس بسبب عدم اعتباره إمامًا من أئمة أهل السنة، ولكن الله تعالى رزق الأئمة الأربعة من درس عليهم ونشر مذاهبهم وألف فيها وأتى بأدلتها، وهناك كثير من الأئمة لم يحظوا بهذا، بل إن الصحابة رضوان الله عليهم، وكثيرًا من التابعين وتابعيهم لم يشتهر لهم أتباع ولم تدون أقوالهم في مؤلفات منفردة كما حصل للأئمة الأربعة.

\n

وعليه فإن الإسلام لا يعرف مصطلح الطائفية والمذهبية المقيتة، والتي تصل حد التقاتل بين المسلمين، فالمسلم دمه وماله وعرضه حرام على المسلم، ورب العزة سبحانه وتعالى سمانا وأحسن تسميتنا بقوله جل من قائل: ﴿هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ﴾ ولم يقسم المسلمين إلى أهل سنة وأهل تشيع.

\n


إيران.. والصفوية والقومية المعاصرة:

\n

إيران بلد من بلاد المسلمين التي فتحت ودان أهلها بالإسلام، وهي لا تختلف عن غيرها من بلاد الإسلام التي فتحها المسلمون ونشروا دين الله تعالى فيها دون أي إكراه، حيث يحرم الإكراه على اعتناق الإسلام، وللعلم فإن المسلمين لم يعرفوا سابقًا التقسيمات القومية والتي بقي لها عند ضعاف الإيمان مفاهيم أعماق في نفسياتهم وعقلياتهم، فهي تظهر حال تطغى المفاهيم المغلوطة على المسلم ومثلها الوطنية والقبلية، وكذلك التقسيمات الطائفية وخصوصًا ما عرف اليوم واشتهر حتى عند عوام المسلمين، من تقسيمات إلى سنة وشيعة، وللعلم أيضًا فإن الغالبية العظمى من أهل إيران والتي كانت تعرف في بلاد فارس كان مما يسمى أهل السنة، وبقي الأمر كذلك حتى ظهر من يسمى إسماعيل الصفوي وهو ذو توجه صوفي، وعمل على نشر المذهب الشيعي بالقوة والقتل والتقتيل، مما استدعى الخليفة العثماني سليم الأول إلى محاربته، وعليه أصبحت نسبة أهل التشيع أكبر من نسبة أهل السنة، وجرى نشر المذهب في العراق وأفغانستان وبعض أجزاء من تركيا والجمهوريات الإسلامية الروسية، وعليه تم استغلال التشيع سياسيًا وقوميًا سابقًا، واليوم يتم استغلالهم طائفيًا لإيجاد فتنة بين المسلمين، ولا أرى فرقا بين توجه إسماعيل الصفوي والإيراني اليوم، لا سياسيًا ولا مذهبيًا ولا قوميًا، وخصوصًا أن أمريكا والغرب يستغل اليوم هذه الفتنة الطائفية لتقتيل المسلمين بأيدي بعضهم بعضًا وبأموالهم، وليت الموضوع تصحيح عقائد باطلة أو خلاف على تطبيق شرع وحكم الإسلام، بل هو الاقتتال بالنيابة عن الكافر المستعمر للعمل على تقسيم المقسم، وتأخير مشروع الأمة النهضوي بإقامة الخلافة على منهاج النبوة، يحكم فيها بالقرآن والسنة على كل الرعية مسلمهم وذميهم بالعدل والرحمة، ويتم بقوة السلطان والإقناع والتفاهم والحوار تصحيح العقائد، وتبني الأحكام الشرعية من قبل خليفة المسلمين.

\n


إيران والصراع الإقليمي:

\n

حروب إيران منذ نجاح الثورة الإيرانية لم تهدأ لا داخليًا ولا خارجيًا، حيث حاربت بعث العراق قرابة الثماني سنين، وقتل فيها من الطرفين عشرات الألوف دون أي هدف إلا الصراع بالوكالة للكافر المستعمر، وبعد ذلك تم تبني شعار: \”دعم الثورات والمظلومين\”، وتبين أنها كانت دعمًا لبسط النفوذ الأمريكي، ونشر الحروب الطائفية بين المسلمين، وكانت أفغانستان والحرب العراقية والتحالف الأمريكي لإسقاط بغداد في تحالف عاصفة الصحراء خير دليل على التعاون بين إيران والشيطان الأكبر الأمريكي، والمتتبع للتصريحات السياسية من كلا الطرفين يعلم مدى مساعدة إيران لأمريكا وإخراجها من مستنقعي أفغانستان والعراق، والآن ما زالت الأحداث تدور على أرض الشام لإجهاض ثورتها الإسلامية، وإنقاذ بشار العميل الأمريكي المخضرم، وقد أمعنت هي وحزبها اللبناني في قتل أهل الشام لحساب أمريكا وعميلها بشار، وهذا مأزق كبير لأمريكا لولا تدخل إيران ما كانت الأمور لتصل إلى ما وصلت إليه الآن، وهنا تبرز العمالة والتبعية من إيران الصفوية والقومية الفارسية لسيدتها أمريكا.

\n


يهود وعلاقتهم بنظام إيران:

\n

يهود وعلاقتهم بنظام إيران وملالي إيران الفارسية والصفوية لا يمكن أن يفعله من يُسمي نفسه جمهورية إيران الإسلامية، ولا من يكون أعلى سُلطة فيه يسمى \”ولي الفقيه\” وأكثر شخصيات البلد السياسية يظهر عليهم التدين ولبس العمامة الشرعية ويتغنون بحب الإسلام ودعم المسلمين، فقضية \”إيران غيت\” والتي فضحت إعلاميا بتسهيل بيع الأسلحة من كيان يهود إلى إيران \”الإسلامية\”، وكذلك نعلم مدى الاتصالات المباشرة في المؤتمرات الدولية وغير المباشرة عن طريق الدول والشخصيات الصديقة لكلا البلدين. وأما ما نسمعه من جعجعة لا يُرى خلفها طحن ولا غبار ولا دخان، فهو لذر الرماد في العيون حيث كشفت أكثر حرب غير متكافئة بين حزب إيران اللبناني حيث دمرت أكثر من ضاحية في بيروت وبقية مدن لبنان بطيران يهود، وكذلك تدمير غزة وتقتيل أكثر من ألف من أهلها ولمرتين خلال أقل من ثلاث سنين، ولم تحرك ساكنًا سوى بعض التصريحات التي لم تغنِ ولم تسمنْ من جوع، بل هناك بعض التصريحات الإعلامية التي تدفع حماس إلى التفاوض والتصالح مع يهود، ناهيك عن الاعتراف بالديانة اليهودية دستوريًا والسماح لليهود داخل إيران بتجديد دور عبادتهم، وأخذ كافة حقوقهم، وكذلك النصارى بينما تشن الاعتقالات على المسلمين المخلصين سواء من أهل السنة وحتى من أتباع المذهب الجعفري الصادقين المخلصين ممن يرفضون التطاول على القرآن والسنة النبوية الشريفة، والخلفاء الراشدين وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنهم أجمعين، وقبل أقل من شهرين تداول الإعلام هدم آخر مسجد في طهران لأهل السنة، فهل هذا إسلام أم صفوية وقومية فارسية لأخذ موقع دولة إقليمية كبرى تكون بمثابة شرطي أمريكا في المنطقة..؟!

\n


المفاعل النووي الإيراني:

\n

المفاعل النووي الإيراني ومفاوضاته التي تمت محاصرة إيران بسببه أوروبياً، وتم فك ذاك الحصار بمساعدة أمريكا من خلال مفاوضات شاقة، وعلى مدى سنوات حتى استطاعت الوصول إلى نقطة مكلفة، ويصعب التراجع بتدمير ما تم بناؤه، ووصل الأمر علميًا إلى ما قبل إنتاج السلاح النووي، وهنا يتم الاتفاق ما قبل النهائي للإفراج عن مليارات إيران المحتجزة، وفك الحصار التجاري وبيع البترول وشراء الأسلحة حيث وصلت إيران إلى وضع اقتصادي صعب، لذا تحتاج إلى إنهاء كل ما سبق من مسببات الحصار وتوابعه، لتكمل إيران ما تسعى له أمريكا من مشاريع في بلاد المسلمين، سواء مشروع تقسيم المقسم، أو مشروع إجهاض ثورة الشام الإسلامية وثورات الربيع العربي الأخرى، فقد أمعنت أمريكا والغرب بإجهاضها حتى لا تتحرر الأمة من الحكام عملاء الغرب وللإبقاء على استنزاف أموال المسلمين بالتسليح لمجابهة شرطي الخليج إيران الفارسية والتي هي كغيرها من بلاد العرب والمسلمين عمالة، وتبعية للغرب بعيدة كل البعد عن تطبيق الإسلام، ومع الزمن أحسب أن الأمور ستصل بإيران وبشكل شبه سري وبعلم أمريكا ومساعدتها إذا اقتضى الأمر إلى الوصول لتصنيع السلاح النووي، والذي سيكون بما يسمى إعلاميا لمواجهة السلاح النووي الباكستاني السني، وهكذا ستحاصر باكستان بإيران والهند، ولتحريك نيران الفتنة الطائفية بين المسلمين وإبقاء جذوتها مشتعلة.

\n

الربيع العربي الذي باغت العالم كله توقيتًا وتتابع انطلاق، حيث لم يكن له ملفاتٌ معدةٌ مسبقًا للتعامل معه لأنه لم يكن متوقعًا، ولذا نرى أن سياسة أمريكا والغرب المستعمر لبلاد المسلمين وعملائه كانت سياسة رد فعل، وليست سياسة ملفات معدة ومدروسة مسبقًا، ولأن العميل منفذ حصيف لسياسة سيده فقد رأينا إيران تتصرف بتناقض واضح مع ثورات الربيع العربي، فهي في دول مثل اليمن والبحرين ومصر والسعودية وليبيا مع الربيع العربي، وفي دول أخرى مثل سوريا والعراق ضد ثورات الربيع العربي، فهذا التناقض الصارخ والذي لا تخريج سياسياً له سوى الأطماع المذهبية وهيمنة شرطي المنطقة الفارسي على منطقة الشرق الأوسط، ولتكون الدولة الإقليمية الأولى التي يعتمد عليها السيد سام الأمريكي ولي نعمة النظام الإيراني، وبالفعل أصبحت إيران محور تحركات السياسيين والمبعوثين الدوليين، وقد رأينا التحركات الأخيرة في دول المنطقة من قبل وزير خارجية إيران، ورأينا نوعًا من تناغم التصريحات بين السعودية الجديدة بقيادة الملك سلمان، وحاشيته ذات الولاء الأمريكي، وذلك بعكس الوضع السابق في حياة الملك عبد الله، وكذلك العلاقات التركية وإيران لعدم تعدي إحداهما على مصالح الأخرى الإقليمية، وعليه نرى أردوغان وكل تصريحاته وتهديده لبشار الأسد وتماديه في قتل المسلمين، ما هي إلا صيحات إعلامية وفقاعات انفجارات صوتية لا تغني ولا تسمن من جوع، وعليه فكل العملاء في المنطقة وخصوصًا النظام الإيراني من مصلحتهم إجهاض تحرر الأمة الإسلامية ونجاح مشروعهم النهضوي العالمي ألا وهو مشروع استئناف الحياة الإسلامية في دولة الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة التي تطبق القرآن والسنة النبوية المطهرة بعدل ورحمة، وذلك بدستور مسطر ومستنبط على أصول فقهية وشرعية نابعة من الإسلام ولا شيء غير الإسلام، وذلك المشروع الذي ينهي سيطرة الكفر وأمريكا على كل بلاد المسلمين، وينهي كل التقسيمات التي وجدت والتي تسعى أمريكا لإيجادها، وينهي شيطنة النظام الإيراني الصفوي الفارسي والعميل الأمريكي، ويعيد إيران وغيرها من بلاد المسلمين حاضرة من حواضر بلاد المسلمين.

\n

 

\n


\n


كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
وليد نايل حجازات – الأردن