Take a fresh look at your lifestyle.

متى وكيف تُراعى حقوق الأمهات والأطفال؟

 

متى وكيف تُراعى حقوق الأمهات والأطفال؟

 

 

أعرب تقرير منظمة “إنقاذ الطفولة” “Save the children” في بريطانيا يوم الرابع من أيار/مايو، أن أكثر من 17 ألف طفل دون سن الخامسة يموتون كل يوم في العالم، بسبب مشاكل يمكن التغلب عليها. واحتلت أوزبيكستان المرتبة 118 بين 178 دولة دققت في حالات موت الأولاد. ووفقًا لتقرير “إنقاذ الطفولة”، أن كل أربعة أو خمسة أطفال من بين ألف طفل لقوا حتفهم بعد وقت قصير من الولادة.

 

في أوزبيكستان، وخصوصًا في القرى، تعاني المرأة حالة صحيّة سيئة، وهناك الكثير من حالات فقر الدم والأمراض المرتبطة بتدهور البيئة. وقد احتلت كازاخستان المرتبة 58، مما يجعلها من الدول الجيدة في منطقة آسيا الوسطى من حيث الراحة للأمهات وللأطفال. وجاء في التقرير أن تركمانستان تحتل بدورها المرتبة 99، قرغيزستان المرتبة 107، ثم طاجكيستان 127.

 

في دول آسيا الوسطى يُعاني مليون شخص من نقص التغذية، خصوصًا النساء والأطفال، بسبب الأزمة الاقتصادية. الرجال ينتقلون إلى خارج البلاد بحثا عن العمل، في حين تبقى النساء المسنات والأمهات مع أولادهن الصغار في المنازل، حيث تُعاني العائلات صعوبة المعيشة. مع أن دول آسيا الوسطى هي من أغنى الدول من حيث المواد الطبيعية!! فمثلًا:

 

قرغيزستان: ذات الموارد المائية، واحتياطيات كبيرة من النفط الخام والغاز الطبيعي والفحم وخام الحديد والمنجنيز والكروم والنيكل والكوبالت والنحاس والموليبدينوم والرصاص والزنك والبوكسيت والذهب واليورانيوم.

 

تركمانستان: النفط والغاز الطبيعي والفحم والكبريت والملح.

 

كازاخستان: احتياطيات كبيرة من النفط الخام والغاز الطبيعي والفحم وخام الحديد والمنجنيز والكروم والنيكل والكوبالت والنحاس والموليبدينوم والرصاص والزنك والبوكسيت والذهب واليورانيوم..

 

طاجيكستان: ذات الطاقة الكهربائية والطاقة المائية وبعض النفط واليورانيوم والزئبق والفحم البني والرصاص والزنك والأنتيمون والتنغستن..

 

أوزبيكستان: الغاز الطبيعي والنفط والفحم والذهب واليورانيوم والفضة والنحاس والرصاص والزنك والتنغستن والموليبدينوم.

 

والجدير بالذكر أن احتياطي الغاز الطبيعي في أوزبيكستان يمكن أن يزود كافة سكان العالم. بينما يعيش سكانها بدون غاز حتى في أيام الشتاء! ويعانون من انقطاع الكهرباء حتى في المستشفيات وأثناء الولادة. مما يجبر الأم ورضيعها على البقاء في غرفة باردة. والحصيلة أن الخدمات الطبية سيئة، حتى في الأدوية فهي مكلفة جدًا وذات نوعية رديئة، وما يأتي أو يُقدم من الصين فعليًا فهي أدوية غير صالحة.

 

ولو نظرنا إلى حال الناس أيام دولة الخلافة فماذا نرى؟ لقد حل رئيس الدولة كل مشاكل الفقراء حلًا كاملًا بتطبيقه أحكام الشرع التي توفر الحاجات الأساسية للأفراد والمجتمع من غذاء ومأوى ولباس وتدفئة ورعاية طبية. مع تمكينهم من إشباع حاجاتهم الكمالية حسب إمكانيات الدولة.

 

عندما كان الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه يدور بين الناس متفقدًا أحوالهم المعيشية ورأى أولاد الأيمى وهم جوعى، قدم لهم غذاء من بيت المال وأعدّ لهم الطعام بيده، وعندما رأى بأن الأولاد شبعوا وبدأوا يلعبون آنذاك اطمئن عمر ورجع إلى بيته. وقال: “عندما رأيت الأولاد وهم يبكون من الجوع، أحسست بهم أثقل من الجبل على كتفي وعندما رأيتهم شبعى سقط الثقل عن كتفي”. هذا كان رئيس الدولة، الذي خاف الله فيما يتعلق بحقوق الرعية، وفرق بين الحرام والحلال. أما الأمهات فكن يأخذن نفقاتهن الكافية لأطفالهن من بيت المال شهرًا بشهر. فكبر الأولاد بصحة قوية وظروف جيدة، فكان جيش الدولة الإسلامية قويًا قاهرًا في العالم.. أما أولاد الأمة الإسلامية حاليًا فهم يعانون صعوبات الجوع ونقص المعيشة. لأن الحكام الظالمين استحوذوا على الثروة.

 

وقد جعل الشرع المرأة أمًا وربة بيت ولذلك نجد الشرع قد رخص لها أن تفطر في رمضان وهي حامل أو مرضع إن هي خافت على نفسها وطفلها عنايةً وحرصًا عليها وعلى طفلها، ومنع الرجل من أن يسافر بابنه من بلدها ما دام في حضانتها. وجعل عملها الأصلي هو الأمومة وتربية الأولاد وتنشئتهم على أحكام الله. وأذن لها أن تأخذ من مال زوجها ما يكفيها وولدها بدون إذنه إن كان ما يعطيه لها لا يكفيها مئونتها. فقد جاءت هند إلى رسول الله ﷺ فقالت: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل شحيح، وليس يعطيني من النفقة ما يكفيني وولدي. فقال ﷺ : «خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف».

 

فيا مسلمي آسيا الوسطى! إن سبب الصعوبات والمشاكل هو غياب رئيس الدولة الحاكم الذي يرعاكم بشريعة الله تعالى، ويتقي الله في حقوق الفقراء، وحتى يرعى حق ذمة الكافرين. فقط في ظل الخليفة توجد إمكانية للأمهات لكي يقمن بوظيفتهن الأصلية وهي الأمومة ورعاية شؤون البيت. وهو الوحيد الذي يوفر الظروف الملائمة لنمو الأولاد نموًا صحيًا وكاملًا في كل المجالات. وهو الوحيد الذي يستطيع حل المشاكل الاقتصادية. وحينئذ لا يترك الرجال أولادهم وزوجاتهم سعيًا وراء لقمة العيش بعيدًا عنهم، ولا يبقى الأولاد الصغار بدون رعاية الأبوين. فدعونا نعمل لتغيير هذا الواقع الفاسد الذي نعيشه بسبب غياب تحكيم شرع الله، وهذا لن يكون إلا بإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة لأنه الطريق الوحيد للنجاة والسعادة في الدارين.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم: مخلصة – آسيا الوسطى