Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق استجابةً لأمر الله أم لأمر أمريكا تقاتلون؟!‏


الخبر:

في إطار الحملة الانتخابية، ولدى مخاطبته مريدي الطرق الصوفية بشرق النيل، قال الرئيس السوداني عمر حسن أحمد البشير: (لما حصل البغي والعدوان في اليمن وعلى أرض الحرمين ما ترددنا لأنه دا أمر من الله ﴿فقاتِلوا الّتي تَبْغَى حَتّى تَفىءَ إلى أمْرِ اللهِ﴾ ونحن وراءهم وفوقهم لغاية ما يفيئوا لأمر الله ويضعوا السلاح ويرجعوا).

 

التعليق:

يدّعي البشير أن مشاركتهم في عاصفة الحزم إنما هي استجابة لأمر الله، ويستشهد بقوله تعالى: ﴿فقاتِلوا الّتي تَبْغَى حَتّى تَفىءَ إلى أمْرِ اللهِ﴾، وكأنه يأتمر بأمر الله مستجيبًا له في كل أموره!! وهو الذي خالف الله عز وجل القائل: ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾، ويحكم المسلمين في السودان بأنظمة الغرب الكافر الديمقراطية التي على أساسها اليوم يسعى لرئاسة الجمهورية لفترة خمس سنوات قادمة.

 

فإذا كان الرئيس صادقًا في قوله، فلماذا لم يستجب له في قتال يهود الذين يحتلون قبلة المسلمين الأولى وثالث الحرمين الشريفين والأرض المقدسة التي باركها الله ودنسها يهود؟! لماذا لم تحرك طائراتك وجنودك لمقاتلة يهود عندما قتلوا النساء والشيوخ والأطفال في غزة وطال عدوانهم الحجر والشجر؟!! إن يهود ليسوا مسلمين بغاة، إنما هم كفار غاصبون للأرض المباركة؛ فقتالهم أوجب من قتال الحوثيين. ثم إن الذين أعلنوا هذه الحرب على الحوثيين وسمَّوُا المعركة عاصفة الحزم لم يقولوا إنهم يقاتلونهم لأنهم بغاة كما ادعيت، وإنما قالوا من أجل العودة لطاولة المفاوضات ومن أجل الشرعية المزعومة لهادي ربيب الإنجليز. فكفى نفاقًا وتضليلًا لبسطاء الأمة، فما عادت تنطلي على الأمة أكاذيبكم وتبريراتكم، فقد وَعَت الأمة والحمد لله، وهي اليوم تسخَر من تصريحاتكم التي لا تقنع طفلًا في المرحلة الأساسية.

إن القاصي والداني يعلم أن هذه الحرب (عاصفة الحزم) إنما هي بأمر أمريكا التي أرادت من هذه الضربات أن توجد أجواءً ضاغطةً للحوار للوصول إلى حل وسط يحفظ لأمريكا موطىء قدم في اليمن عبر الحوثيين.

لقد كانت حطين بداية السقوط للصليبين وكانت عين جالوت فاتحة لانهيار التتار، وهكذا طواغيت اليوم أمريكا وأوروبا وطفلهم المدلل كيان يهود، فإن معركة واحدة تهدّ بنيانهم، ونحن على يقين من أنكم لستم رجال هذه المعركة؛ فإن رجالها هم رجال الخلافة القادمة قريبًا بإذن الله، فالخلافة الراشدة على منهاج النبوة وحدها هي الكفيلة بإزاحة أمريكا من الموقف الدولي بل والقضاء عليها، وإنقاذ العالم من شرورها ونشر الخير في ربوع العالم والقضاء على كيان يهود المحتل لأرض الإسراء والمعراج؛ استجابةً حقيقيةً لأمر الله وليس نفاقًا وادعاءً كما تفعلون.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إبراهيم عثمان (أبو خليل)
الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان