Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق القوة العربية المشتركة ‏(مترجم)‏

 

الخبر:‏

 

أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم الأحد، ثاني أيام القمة العربية أن الزعماء العرب قد ‏قرروا الموافقة على تشكيل قوة عربية عسكرية مشتركة.‏

من جهة أخرى قال نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن القرار يهدف إلى محاربة ‏الجهاديين الذين تمكنوا من السيطرة على أجزاء كبيرة من سوريا والعراق وأيضًا على موطئ قدم في ليبيا. ‏وقد قال العربي في اجتماع القمة مهددًا من وجود قوة هدامة في المنطقة تهدد بانقسامات دينية وعرقية، ‏مشيرًا بذلك إلى تنظيم الدولة الإسلامية.‏

وذكرت مصادر عسكرية وأمنية مصرية أن القوة المزمع تشكيلها سوف تتكون من 40,000 عسكري ‏من النخبة وسيكون مقرها إما القاهرة أو الرياض، وسوف تكون مدعومة بطائرات عسكرية وسفن قتالية ‏وأسلحة خفيفة.‏

 

ومن المستبعد أن تشارك جميع الدول العربية الـ22 في تشكيل هذه القوة العسكرية. كان تشكيل هذه ‏القوة هدفًا منذ مدة طويلة، وبالتحديد منذ توقيع اتفاقية الدفاع المشتركة. (المصدر: الجارديان).‏

 

 

التعليق:‏

 

منذ هدم دولة الخلافة تم تقسيم البلاد العربية بشكل يسمح باستغلال ثرواتها الطبيعية وموقعها ‏الاستراتيجي لمصلحة الغرب. جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وغيرهما من المؤسسات ‏العربية ما هي إلا أداة طيعة بيد الغرب ينفذ عن طريقها مشاريعه الاستعمارية في بلاد المسلمين. والآن ‏تظهر هذه الخطة الجديدة تحت مسمى محاربة تنظيم الدولة الإسلامية وما هي إلا خيانة كبرى.‏

كم من المسلمين قُتلوا في حروب في هذه المنطقة؟؟ كم منهم كان ضحية التفجيرات والقتل والعنف من ‏قِبل كيان يهود؟؟ ألم تر جامعة الدول العربية الصراع الدامي في سوريا خلال السنوات الأربع الفائتة؟؟ لم ‏تجتمع الدول العربية قط من أجل هذه الأمة، إنما تجمّعهم ينبع من خوفهم على عروشهم وهذا الذي دفعهم ‏إلى مثل هذا الاقتراح لتشكيل قوة عربية مشتركة.‏

إن الأنانية والخيانة ليستا مفاجئة وإنما تشكيل هذه القوة العسكرية سوف يزيد من الصراع والقتال ‏والفوضى في المنطقة. يتم استغلال الجيوش المسلمة لتكون وقودا للخطة الأمريكية التي ترمي إلى احتواء ‏أي خطر محتمل للتغيير السياسي في المنطقة، وتستغل أمريكا أيضًا تنظيم الدولة كغول يرهب العالم من ‏الإسلام السياسي ولمحاربة الجماعات المخلصة التي تعمل من أجل التغيير الحقيقي. لا تستطيع أمريكا ‏تحمل تكاليف إرسال أبنائها لتحقيق مصالحها وسوف تكون أكثر من سعيدة للتضحية بعملائها الذين ‏يعبدونها وينحنون أمامها ويقومون بأعمالها القذرة نيابةً عنها.‏

روى أبو بكرة الثقفي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ ‏وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ»‏‏.‏ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا الْقَاتِلُ، فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ: «إِنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ ‏صَاحِبِهِ» رواه البخاري ومسلم.‏

إن الإسلام وحده هو الذي يملك القدرة على توحيد الناس وخدمة مصالح جميع الأمة الإسلامية. على ‏عكس الرأسمالية حيث تهتم الدول برعاية مصالحها الخاصة وتتجمع فقط في حالة المنفعة، فإن الإسلام ‏يفرض على الحاكم المسلم أن يوحد الأمة ويخدم مصالحها في حالة الحرب والسلم. لن يكون الجيش ‏الإسلامي أداةً في أي دولة أخرى وإنما سيكون رأس الحربة في حماية دولة الخلافة وحمل رسالة الإسلام ‏إلى البشرية جمعاء. يقول الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ ‏وَفَسَادٌ كَبِيرٌ﴾ [الأنفال: 73].‏

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نادية رحمن – باكستان