Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق ما هي القيم التي يجب على أردوغان حمايتها (مترجم)

الخبر:

قال الرئيس الأوكراني، بيتر بوروشينكو، أن أوكرانيا وتركيا قد توصلتا إلى اتفاق حول التعاون في مشاريع الفضاء ضمن برنامج الفضاء والذي تبلغ ميزانيته عدة مليارات، ومنح 10 ملايين دولار كمساعدات إنسانية. كما وافق الرئيسان على منح أوكرانيا قرضًا يبلغ 50 مليون دولار ومنح الشركات التركية دورًا في إعمار دونباس.

وخلال زيارته إلى كييف، اجتمع أردوغان أيضًا مع ممثلي تتار القرم، حيث تمت مناقشة الوضع الحالي لتتار القرم وإمكانية فرض عقوبات على روسيا.

 

[المصدر: صحيفة ميرور الأوكرانية الأسبوعية]

 

التعليق:

بينما تقوم روسيا بممارسة ضغوطٍ ممنهجة (تفتيش مستمر، مصادرة الكتب الدينية، واعتقال واحتجاز نشطاء من المنظمات المحلية والدينية) على الكثير من مسلمي تتار القرم، فقد لفت انتباههم دور تركيا في هذا الصراع. وهم يعتقدون أن تركيا يمكن بل يجب أن تلعب دورًا مهمًا في هذا الصراع بما لها من علاقات تاريخية وثقافية منذ قرون مع تتار القرم. وقد لفت انتباههم أيضًا وصول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 20 آذار/مارس إلى العاصمة الأوكرانية كييف.

ولكن بعد هذه الزيارة مباشرةً أصبح واضحًا أن تركيا لا تعتزم القيام بأي خطوات فعّالة في الدفاع عن حقوق المسلمين في شبه جزيرة القرم.

وقد رفضت الحكومة التركية ممارسة أي ضغط من خلال فرض عقوبات اقتصادية على الرغم من أن أردوغان قال إنه سيواصل مراقبة وضع تتار القرم، الذين هم تحت ضغط مستمر لأكثر من عام. ولكن في الحقيقة، أصبح موقفه واضحًا تمامًا في الأول من شهر كانون الأول/ديسمبر خلال مؤتمره الصحفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما امتنع عن انتقاد تصرفات روسيا ضد مسلمي القرم.

وفي هذا السياق، سنستعرض بعض أسوأ الأعمال السياسية والتصريحات التي أدلى بها مسؤولون أتراك في الأشهر الأخيرة:

في النصف الثاني من شهر شباط/فبراير عام 2015 عندما قامت القوات العسكرية التركية باستعادة رفات سليمان شاه، علق رئيس الوزراء التركي داود أوغلو على هذا الحدث على النحو التالي: “لا أحد يستطيع أن يشكك في قوة وعزم تركيا. يجب أن يكون معلومًا بشكل واضح، أنه إذا كان حجر واحد يمثل تراثنا في خطر فإن واجبنا هو حمايته”.

وفي حفل افتتاح المركز التكنولوجي أسيلسان وذلك في 16 آذار/مارس عام 2015، صرح أردوغان عن الصراع في منطقة ناغورنو – كاراباخ بقوله: “لو كانت تركيا في أوائل التسعينيات قوية كما هي اليوم، فإن الصراع في منطقة ناغورنو – كاراباخ لن يحدث”.

فإذا قارنا التصريحات والمواقف السابقة، يصبح موقف الحكومة التركية وتصريحات ممثليها عن القلق حول مسلمي القرم وحماية مصالحهم واضحًا بأنها على مسافة واحدة من أطراف الصراع، وهي تهدف إلى كسب أصوات الملايين من تتار القرم في تركيا وخاصةً أن البلاد على عتبة الانتخابات البرلمانية، وكذلك تهدف إلى حماية مصالح رجال الأعمال الأتراك في روسيا وأوكرانيا.

وتعليقًا على تصريحات أردوغان عن الصراع في منطقة ناغورنو – كاراباخ، يجب أن نذكر أن “الصراعات الحديثة في ناغورنو – كاراباخ” (حادثة الاعتداء على سفينة مرمرة، والمذابح في سوريا، والاضطهاد في جزيرة القرم) تتحدث بصوت أعلى وأكثر وضوحًا من تصريحات وردود أردوغان الفارغة حول الأحداث الماضية.

أما بالنسبة لنهجه في إطلاق التصريحات بلا أفعال حقيقية تُصدقها، فبعد 10 سنوات سوف تكون تصريحاته كالتالي: “لو كانت تركيا في عام 2015 قويةً كما هي اليوم (عام 2025)، فإننا لم نكن لنسمح بالذل الذي أصاب تتار القرم ولمارسنا الضغوط عليهم”!!

أما بالنسبة لتصريحات رئيس الوزراء داود أوغلو حول حماية قيم الشعب التركي، فإن موقف تركيا من الأزمة الأوكرانية يظهر بوضوح أنه بالنسبة للحكومة التركية فإن القيم التركية محصورة فقط بما له علاقة بالمصالح الاقتصادية.

سبحان الله! ما أعظم جهلهم بقيمهم!

إن هذا التراث لا ينشأ من خلال حماية المقابر والمصالح الاقتصادية، ولكنه يتكون من الإسلام، فهو إرث الخلافة العثمانية التي حمت المسلمين في أوروبا وآسيا وأفريقيا على مدى قرون.

وإنني لا أقول إن تركيا يجب أن تنضم للجانب الأوروبي أو الروسي في الأزمة الأوكرانية، وكذلك يجب ألا تكون تركيا طرفًا محايدًا وتهتم فقط فيما يتعلق بالمصالح الاقتصادية الخاصة، ولكن يجب أن تلتزم كليًا بقيم الإسلام ومصالحه التي تدعو إلى حماية مسلمي القرم وكذلك المسلمين في كل أنحاء العالم.

وعلى ذلك لا يمكن أن تطبق هذه القيم دون إلغاء الرأسمالية والنظام الجمهوري في تركيا، والتي تهتم فقط بحماية المصالح السياسية والاقتصادية لشعب واحد، بينما تهمل مصالح الأمة الإسلامية بأسرها.

إن تركيا اليوم تمتلك جيشًا من أكبر الجيوش في المنطقة، وهي تعتبر مركزًا كبيرًا للنقل والطاقة، وهي تسيطر على مضيق البحر الأسود، فضلًا عن كونها ذات اقتصاد من أكبر 20 اقتصادًا في العالم. إن العيب الوحيد في تركيا هو تطبيقها للفكر الرأسمالي، الذي يقيد نخبتها الحاكمة ضمن حدود وطنية ضيقة.

إن تركيا اليوم تمتلك المؤهلات لتصبح “نقطة ارتكاز” للخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وتمتلك ما يؤهلها لإنهاء اضطهاد المسلمين ليس فقط في منطقة البحر الأسود، ولكن في العالم كله. وهو ما سيتحقق بالتأكيد يومًا ما، وعسى أن يكون قريبًا إن شاء الله. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ [الروم:4-5]

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فضل أمزاييف
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أوكرانيا